ترامب: خاشقجي دخل القنصلية السعودية بإسطنبول ولم يخرج

U.S. President Donald Trump speaks to reporters after signing a proclamation declaring his intention to withdraw from the JCPOA Iran nuclear agreement in the Diplomatic Room at the White House in Washington, U.S. May 8, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst
ترامب: نتابع عن كثب قضية اختفاء خاشقجي ومحققونا يشاركون في التحقيقات (رويترز)

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج، وأن بلاده تشارك في التحقيق، في حين يواصل كبار أعضاء الكونغرس الضغط على ترامب والتنديد بسياسة السعودية.

وفي حديث لقناة فوكس نيوز قال ترامب "ينبغي أن أعرف ما حدث في قضية خاشقجي"، مضيفا أن إدارته تتابع عن كثب هذه القضية، وأن المحققين الأميركيين يشاركون في التحقيقات.

وأوضح الرئيس الأميركي أن إدارته تعمل مع تركيا والسعودية لأن خاشقجي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء قبل الماضي و"حتما لم يخرج".

وأضاف ترامب "نحن نقترب من معرفة ما حدث لجمال خاشقجي أكثر مما تظنون"، معتبرا أن القضية لا تتعلق بمواطن أميركي لكن هذا غير مهم، خاصة أنه صحفي.

وقال أيضا إن إدارته تنظر إلى هذه القضية ببالغ الجدية، فهذه سابقة سيئة للغاية ولا يمكن السماح بها، حسب تعبيره.

وسبق أن قال ترامب إن السعودية تبدو لحد الآن فعلا ضالعة نوعا ما في قتل أو اختفاء خاشقجي، مضيفا أنه يتعين معرفة مصيره "قبل مناقشة مسألة صفقات السلاح" مع السعودية، وأنه إذا تبين ضلوعها فسيكون هذا فظيعا وغير إيجابي بالتأكيد.

وبعد تلويح أعضاء في الكونغرس بوقف صفقات السلاح مع الرياض أوضح ترامب أنه لا يحبذ الالتزام بنهج مسار واحد في هذه القضية لأن ذلك سيضر الولايات المتحدة، والأمر لا يزال مبكرا. 

كما أعلن ترامب أمس الأربعاء أنه تحدث إلى المسؤولين السعوديين على أعلى المستويات بخصوص خاشقجي، وعبر عن رغبته في إحضار خطيبة خاشقجي إلى البيت الأبيض.

ولتطبيق المزيد من الضغط، قال البيت الأبيض أمس إن مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو وجاريد كوشنر مستشار ترامب تحدثوا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن خاشقجي.

وقالت شبكة "سي إن إن" إن الاتصالات بين محمد بن سلمان والمسؤولين الأميركيين كانت صريحة، موضحة أن بن سلمان هو من بادر بالاتصال بكوشنر لنفي الاتهامات. 

كوركر: علاقة مجلس الشيوخ بالسعودية بلغت
كوركر: علاقة مجلس الشيوخ بالسعودية بلغت "نقطة متدنية جدا جدا" (رويترز)

ضغوط الكونغرس
وبعد تصريحات ترامب قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن رد إدارة ترامب على اختفاء خاشقجي غير مناسب، مضيفا "أطالب إدارة ترامب بوقف الدعم مؤقتا لحرب السعودية في اليمن".

وجاء تعليق ترامب بعدما قدم 22 عضوا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ رسالة إليه يطالبون فيها بالتحقيق في اختفاء خاشقجي بموجب قانون "ماغنيتسكي" الذي يلزم الرئيس بفتح تحقيق بعد استلامه هذا الطلب إذا ما كان طرف أجنبي مسؤولا عن جريمة قتل أو تعذيب أو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.

ويجب على الرئيس أن يبلغ نتائج التحقيق للجنة في غضون 120 يوما مرفقة بقرار فرض عقوبات على المسؤولين عن تلك الأفعال.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الجمهوري بوب كوركر إنه إذا تأكدت مسؤولية السعودية عن اختفاء خاشقجي فسيعقد ذلك الإستراتيجية الأميركية لاحتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

وأضاف لرويترز "لا يمكنك أن تقتل الصحفيين كما تشاء"، معتبرا أن علاقة مجلس الشيوخ بالسعودية بلغت "نقطة متدنية جدا جدا".

وكان كوركر قد أوضح أنه بعد اطلاعه على معلومات استخباراتية سرية تبين له أن كل المؤشرات ترجح أن يكون خاشقجي قتل داخل القنصلية.

وسبق أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المخابرات الأميركية رصدت مراسلات لمسؤولين سعوديين تشير إلى أن بن سلمان أمر باستدراج خاشقجي إلى السعودية واعتقاله، مضيفة أن خاشقجي قال في مايو/أيار لأحد أصدقائه إنه لا يثق في المسؤولين السعوديين، وذلك بعد ثوان من تلقيه مكالمة من سعود القحطاني مستشار بن سلمان يعده فيها بمنصب رفيع في حال عودته إلى السعودية.

بدوره، وصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ما يحيط باختفاء خاشقجي بأنه أمر مستهجن، وأضاف أن "بن سلمان يعتبر نفسه إصلاحيا، والإصلاحيون لا يغتالون خصومهم".

وفي لقاء مع الجزيرة قال الإعلامي الأميركي جون فريدريكس -الذي كان عضوا باللجنة الإعلامية في حملة ترامب الرئاسية- إن قضية خاشقجي أصبحت تشكل أزمة دولية كبيرة للسعودية، حيث تتزايد مطالب المسؤولين الأميركيين بالكشف عن الحقيقة، معتبرا أن عدم كشفها سيؤدي إلى تغيير الدعم الأميركي للرياض في ملفات رئيسية.

وحذر السيناتور الجمهوري لينزي غراهام السعوديين أمس من أن "الثمن سيكون غاليا"، وقال "إذا كانوا بهذه الصفاقة فهذا يظهر الازدراء، الازدراء لكل ما نمثله والازدراء للعلاقات، لا أريد أن أصدر حكما مسبقا لكن إذا بلغت الأمور الحد الذي أخشى أن تصل إليه فسيقابل الازدراء بالازدراء".

بالمقابل، يخشى بعض المسؤولين والمراقبين من أن يضر توتر العلاقات مع السعودية مصالح واشنطن، حيث قال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو لرويترز "لنا مصلحة مشتركة في الحد من انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة وسيتأثر هذا بذاك، لكن ثمة مسائل مثل حقوق الإنسان وأعراف الدبلوماسية العالمية التي تكون لها الأولوية على الدوام".

من جهة أخرى، قال نيد برايس المسؤول في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إنه لا يتوقع "تحولا إستراتيجيا" في العلاقات مع السعودية ما لم يرغم الكونغرس ترامب على ذلك، مضيفا أن الكونغرس قد يسحب الأموال المخصصة لدعم وزارة الدفاع للسعودية في اليمن ويطالب بفرض عقوبات.

المصدر : الجزيرة + وكالات