قمة إثيوبية مصرية تبحث سد النهضة والعلاقات

In this image released by the Egyptian Presidency, Egyptian President Abdel-Fattah el-Sissi, left, meets with Ethiopian Prime Minister Hailemariam Desalegn, right, in Addis Ababa, Ethiopia, Tuesday, March 24, 2015. (AP Photo/Ahmed Foad, Egyptian Presidency)
عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين في أديس أبابا في مارس/ آذار 2015 (أسوشيتد برس)

يعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس مباحثات في القاهرة مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين الذي وصل العاصمة المصرية أمس الأربعاء في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وتشمل مباحثات الجانبين القضايا المشتركة، وأبرزها أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وسيشارك ديسالين مع السيسي في اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين في دورتها السادسة، التي تقام للمرة الأولى على مستوى القمة. وقال مسؤول بالسفارة الإثيوبية في القاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "لا يزال غير مؤكد ما إذا كان ديسالين سيتحدث أمام البرلمان المصري".

واستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس نظيره الإثيوبي ورقينى قبيو على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين وقال في بيان "ناقشنا تطورات المفاوضات الخاصة بسد النهضة، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في الصومال وجنوب السودان".

وأكد شكري خلال كلمته في اجتماعات اللجنة التزام بلاده بالتنفيذ الكامل لاتفاق إعلان المبادئ الذي وقعته مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة، والذي "سيكون نموذجا ناجحا للتعاون في حوض النيل".

وأشار شكري إلى ضرورة زيادة حجم التجارة وضخ مزيد من الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، وخصوصا في قطاعات الزراعة والصناعة والصناعات الدوائية، وأعرب عن تطلع مصر لتلقي إخطار من إثيوبيا بشأن التصديق على اتفاق التجارة بين البلدين لعام 2014 كي يدخل حيز التنفيذ.

كما تحدث وزير الخارجية المصري عن تعزيز التعاون الأمني "في ظل التهديدات الإرهابية الواضحة"، وأشار إلى ما تعكسه اللقاءات الدورية من حرص على المحافظة على العلاقات الثنائية والسعي لتطويرها، معتبرا أن انعقاد اللجنة على المستوى الرئاسي سيمثل رسالة إيجابية بأن البلدين يسعيان لبناء الثقة وتجاوز الخلافات.

وذكر بيان الخارجية المصرية أن المحادثات تضمنت عرضا من إحدى الشركات المصرية لإنشاء منطقة صناعية في إثيوبيا، باستثمارات تبلغ نحو 120 مليون دولار.

من جهته، قال قبيو عقب لقائه شكري إن إثيوبيا تحترم تعاون مصر معها والتزامها بدورها في القرن الأفريقي، مضيفا أن لديها النية لمساعدة المصريين والحفاظ على حقوقهم في مياه النيل.

وأوضح وزير الخارجية الإثيوبي أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين ما زال محدودا، مطالبا بزيادته، كما تحدث عن ضرورة رفع تمثيل اللجنة المشتركة بين الدولتين.

وكان السيسي قال في مؤتمر يوم الاثنين الماضي إن مصر "لن تحارب أشقاءها"، في إشارة إلى التوتر مع السودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة.

‪وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) يستقبل نظيره الإثيوبي ورقينى قبيو‬ وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) يستقبل نظيره الإثيوبي ورقينى قبيو 
‪وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) يستقبل نظيره الإثيوبي ورقينى قبيو‬ وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) يستقبل نظيره الإثيوبي ورقينى قبيو 

زيارة بعد توتر
وتعد زيارة المسؤولين الإثيوبيين إلى القاهرة الأولى منذ إعلان مصر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تجميد المفاوضات الفنية بشأن سد النهضة مع إثيوبيا والسودان، واعتزامها التحرك دوليا لحل القضية.

وجاء ذلك الإعلان عقب اجتماع ثلاثي في القاهرة رفضت خلاله مصر تعديلات مقترحة من البلدين على دراسات المكتب الاستشاري المحايد، بشأن السد وعملية ملئه وتشغيله.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، زار وزير الخارجية المصري إثيوبيا، لطرح سبل تجاوز الجمود في المسار الفني لمفاوضات السد، تقدم خلالها باقتراح إدخال البنك الدولي كطرف محايد في المفاوضات، دون ردّ رسمي من أديس أبابا.

وتتخوّف القاهرة من تأثيرات سد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، مصدر المياه الرئيسي في البلاد، في حين تقول أديس أبابا إنه يشكل حاجة ملحة لتوفير الطاقة في البلاد، ولن يضرّ دولتي عبور ومصب النهر، السودان ومصر.

المصدر : الجزيرة + وكالات