السيسي يكلف مدير مكتبه بإدارة المخابرات العامة

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا بإعفاء اللواء خالد فوزي مدير المخابرات العامة من منصبه، وتكليف مدير مكتبه اللواء عباس كامل بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد لها.

وجاء ذلك التكليف بعد أيام من تسريب التسجيلات الصوتية بين ضابط بالمخابرات الحربية وعدد من الفنانين والإعلاميين، والتي يقوم فيها بتوجيههم نحو تبني مواقف سياسية معينة، وقد ظهر في هذه التسريبات وجود تضارب بين جهاز المخابرات العامة والحربية.

وأظهر تسريب صوتي لصحيفة نيويورك تايمز بثته قناة مكملين، توجيه ضابط مخابرات مصري سبابا وألفاظا نابية لضباط في جهاز المخابرات العامة، بدعوى دعمهم ترشيح الفريق أحمد شفيق للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر المزمع إجراؤها في مارس/آذار المقبل.

وارتبط اسم اللواء عباس كامل بالسيسي، وبالتسريبات المنهمرة التي كان مكتب الرئيس محورها، والتي أبرزت دور الرجل بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ولا يُعرف عن عباس كامل سوى كونه مدير مكتب السيسي في المخابرات الحربية، ثم في وزارة الدفاع، ثم في رئاسة الجمهورية، كما أنه كان رفيق دربه خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.

وتصفه دوائر إعلامية قريبة من النظام بالرجل الثاني في الدولة، وأنه خازن أسرار السيسي وصديقه الصدوق وناصحه الأمين.

‪السيسي أقال خالد فوزي من رئاسة المخابرات العامة وعيّن بديلا من خارج الجهاز‬ (الجزيرة)
‪السيسي أقال خالد فوزي من رئاسة المخابرات العامة وعيّن بديلا من خارج الجهاز‬ (الجزيرة)

توجس
من جانبه، رأى رئيس تحرير صحيفة المشهد الأسبوعية مجدي شندي أن قرار تكليف عباس كامل بإدارة المخابرات العامة يُمثل تركيزا للسلطة في يد الدائرة المقربة من الرئيس.

وأوضح شندي للجزيرة أن التكليف يعني وجود حالة من التوجس من جهاز المخابرات العامة الذي يحاول أن يعصم مصر من التغيرات المفاجئة، ويحاول فتح المجال العام بتوفير حد أدنى من الحريات الإعلامية لمنح متنفس للناس وإجراء انتخابات رئاسية تعددية، مع الحفاظ على الثوابت في سياسات مصر العربية والدولية.

وأضاف أن القرار ربما يشير إلى تغييرات جذرية في الأجهزة السيادية التي كانت مستقرة لفترة طويلة. لافتا إلى أن القرار يبدو أنه اتخذ على عجل، وربما تحمل الأيام المقبلة تطورات أخرى في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة الوشيكة.

"عصابة حاكمة"
من جهته، قال الكاتب الصحفي جمال الجمل إن تكليف عباس كامل يُعد "استمرارا متطرفا في طريقة السيسي لإدارة البلاد، وهي بعيدة تماما عن الإدارة عبر مؤسسات الدولة، والتحول الديمقراطي".

وأضاف أن هذه الطريقة تتجه إلى ما يمكن وصفه بـ"العصابة الحاكمة" عبر توريث "الدائرة الضيقة للهيمنة على كل مؤسسات مصر وتحويلها إلى ثكنة عسكرية تأتمر بأوامر شخص واحد".

وأشار الكاتب الصحفي إلى أن التطورات الأخيرة تُذكّر بمحاولة اغتيال مدير المخابرات العامة الأسبق عمر سليمان في الأيام الأولى لثورة يناير، وهو ما يشير بأصابع الاتهام إلى الأطراف التي سعت للتخلص من عمر سليمان، ثم التخلص من رجاله داخل جهاز المخابرات العامة.

تخريب
أما الكاتب الصحفي سليم عزوز فرأى أن هناك عملية تخريب متعمدة يقوم بها السيسي في جهاز المخابرات العامة منذ توليه السلطة، نتجت عنها إحالة 73 وكيلا لجهاز المخابرات إلى التقاعد، بما يشير إلى وجود حساسية لديه وعدم ثقة تجاه هذا الجهاز، مضيفا أن "تعيين السيسي سكرتيره رئيسا للمخابرات العامة تُخصم كثيرا من رصيد أي نظام حاكم".

وأوضح عزوز أن القرار له علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة في ما يتعلق بترشح رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق قبل عدوله عن القرار، ومن ثم الدفع بالفريق سامي عنان، لافتا إلى أن المخابرات العامة تؤيد طرح بديل للسيسي.

وأشار عزوز إلى أن الإجراء السريع بإقالة خالد فوزي وتعيين عباس كامل، وهو القادم من خارج جهاز المخابرات العامة، يشير إلى أن السيسي يشعر بقلق تجاه الجهاز، خاصة بعد التسريبات الأخيرة.

وتابع عزوز أن هناك صراعا بين المخابرات العامة والمخابرات الحربية منذ ثورة يناير/كانون الثاني، لكن السيسي حسمه وقت أن كان مديرا للمخابرات الحربية بسبب قربه من قائد المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي، الذي تولى مقاليد الحكم فترة ما بعد الثورة.

المصدر : الجزيرة