بغداد تمهل أربيل لتسليم مطارات كردستان أو مواجهة الحظر

قال رئيس الوزراء حيدر العبادي الأربعاء إن بغداد أمهلت حكومة إقليم كردستان ثلاثة أيام لتسليم السيطرة على مطارات الإقليم أو مواجهة حظر جوي دولي، بالمقابل دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الحكومة العراقية ودول الجوار إلى الحوار بدل إطلاق التهديدات.

ونقل التلفزيون الرسمي العراقي عن رئيس الوزراء قوله إن الحكومة العراقية تمهل حكومة إقليم كردستان ثلاثة أيام لتسليم السيطرة على مطارات الإقليم إلى بغداد لتفادي حظر جوي دولي. وجاء قرار العراق ردا على الاستفتاء على الانفصال الذي أجراه الإقليم أمس الاثنين، والذي قوبل برفض واسع داخل العراق ومن قبل المجتمع الدولي.

وطلبت بغداد قبل عدة أيام من الدول الأجنبية وقف الرحلات المباشرة إلى مطاري أربيل والسليمانية الدوليين في إقليم كردستان، لكن لم تستجب لهذا النداء سوى إيران التي علقت الرحلات المباشرة إلى الإقليم وأغلق مجالها الجوي في وجه الرحلات من إقليم كردستان وإليه.

تصعيد الإجراءات
وتعهد رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق الثلاثاء بأن تصعد حكومته إجراءاتها ضد كل من قام بالاستفتاء في إقليم كردستان، وأنها ستحمله المسؤولية القانونية، ووصف الاستفتاء بغير القانوني وغير الدستوري.

يأتي ذلك وسط ترقب لنتائج الاستفتاء، والذي حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم 72 ساعة للإعلان الرسمي عنها.

وقال العبادي أثناء زيارته مقر عمليات القيادة المشتركة في العاصمة العراقية إن بغداد ستفرض سلطة الحكومة الاتحادية في الإقليم والمناطق المتنازع عليها حتى تحسم عوائدها وفق ما أقرّه الدستور العراقي.

وقف الرحلات
كما أعلن العبادي إيقاف الرحلات الجوية من إقليم كردستان العراق وإليه على أن يظل الإيقاف ساريا لحين خضوع مطاري أربيل والسليمانية للسلطة الاتحادية، على أن يبدأ تطبيق القرار بدءا من مساء يوم الجمعة القادم.

وأعلن العبادي في مؤتمر صحفي إخضاع المنافذ الحدودية الجوية والبرية في إقليم كردستان العراق للسلطة الاتحادية.

وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن الاستفتاء أُجري من دون اعتراف دولي أو داخلي، وهو ما يفقده شرعيته وحياده وقانونيته. وأوضح أن نتائجه وما سيترتب عليها لن يعترف بها أحد، وأن حكومته غير مستعدة للتحاور ومناقشة نتائج هذا الاستفتاء.

دعوة البارزاني
في المقابل، دعا رئيس إقليم كردستان العراق الحكومة العراقية ودول الجوار إلى الحوار. وقال إن حكومته مستعدة لحل جميع المشكلات مع بغداد وإن خيارها هو السلام. وأكد البارزاني أن بغداد لم تلتزم بالدستور وخالفت الوعود.

وتابع البارزاني أنه "بدلا من التهديدات فإنني أدعو الحكومة إلى الحوار وبناء علاقات جوار طيبة"، داعيا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكل القيادات العراقية لعدم إغلاق باب الحوار لأنه السبيل الوحيد للحل. وأكد البارزاني استعداده لحل جميع المشكلات مع بغداد مشددا على أن خيار إقليم كردستان هو السلام.

وفي حين شدد البارزاني على أن إقليم كردستان العراق لا يريد مشاكل مع الدول الإقليمية، دعا دول الجوار لأن تستمع لصوت سكان الإقليم، وأبدى استغرابه من أن يعاقب شعب كردستان بسبب اختياره قراره.

في السياق، قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إن "المجلس يقف إلى جانب الحكومة ويدعم خطواتها للخروج من الأزمة الحالية والفتنة" في إشارة إلى استفتاء كردستان العراق، ووصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استفتاء إقليم كردستان بأنه سنة سيئة وأنه لَيُّ ذراع ليس للحكومة المركزية فقط، بل للعراق كله.

المصدر : الجزيرة + رويترز