استنفار عراقي لمواجهة تداعيات استفتاء انفصال كردستان

بعد سنوات من الشد والجذب وافق البرلمان العراقي على قانون الأحزاب لكن القانون ما زال يواجه طعونا
البرلمان العراقي ألزم العبادي بنشر قوات عراقية في كافة المناطق المتنازع عليها

ألزم البرلمان العراقي رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في كافة المناطق المتنازع عليها مع الأكراد، في وقت أمر العبادي الأجهزة الأمنية بحماية المواطنين في مناطق تحت سيطرة إقليم كردستان العراق، وذلك على خلفية استفتاء انفصال الإقليم والذي اعتبره نوري المالكي نائب الرئيس العراقي  "إعلان حرب على وحدة الشعب العراقي".
 
وقال بيان لرئاسة الوزراء العراقية اليوم الاثنين إن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجّه الأجهزة الأمنية بحماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي يسيطر عليها الإقليم".
     
وفي بغداد أيضا صوّت مجلس النواب العراقي اليوم على قرار يلزم العبادي بنشر قوات في كافة المناطق التي استولى عليها الأكراد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.   
 
وجدد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري التأكيد على أن استفتاء الانفصال الذي يجريه الإقليم غير قانوني، داعيًا الحكومة لاتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على وحدة البلاد.

وقال الجبوري خلال جلسة للبرلمان إنه "رغم كل المحاولات والتحركات المحلية والدولية للحؤول دون إقامة الاستفتاء في الإقليم، فإن هذه الجهود لم تستطع أن تثني الجهات التي تقف خلف إقامته، حيث مضت هذا اليوم وخلافًا للدستور بإجراء الاستفتاء غير القانوني".
 
ودعا الجبوري "ممثلي لجان العلاقات الخارجية والنفط والغاز والأمن والدفاع ولجنة الأقاليم واللجنة القانونية لصياغة قرار بشأن الاستفتاء".
 

‪نوري المالكي اعتبر استفتاء كردستان إعلان حرب‬ (الجزيرة -أرشيف)
‪نوري المالكي اعتبر استفتاء كردستان إعلان حرب‬ (الجزيرة -أرشيف)

إعلان حرب
من جهته اعتبر نائب الرئيس العراقي نوري المالكي استفتاء كردستان "إعلان حرب على وحدة الشعب العراقي".
     
وقال المالكي أمام حشد من أنصاره "الكل يؤكد عدم دستورية الاستفتاء، لأنه يستهدف وحدة البلاد، وهو خطوة ستكون لها تبعات خطيرة على مستقبل العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص". 
     
ودعا الحكومة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء هذه الممارسات غير القانونية عبر إيقاف التحاور مع دعاة الاستفتاء، وفرض مقاطعة شاملة. 
     
وحمل المالكي "دعاة الاستفتاء للانفصال مسؤولية ما سيحصل مستقبلا من أزمات وصراعات وحروب"، وقال "لسنا سعداء بما آلت إليه الأمور، لكننا نحمل الإقليم ورئيسه المنتهية ولايته مسؤولية العواقب".
 
وقال المالكي "لم تكن سياسات الرئيس غير الشرعي لإقليم كردستان مسعود البارزاني في يوم من الأيام تعبر عن الشراكة طوال هذه السنوات، فهو عارض مرارا تسليح الجيش العراقي وتجاوز على الدستور عبر الاستحواذ على النفط  العراقي، والتمدد على أراضي الآخرين".

أما إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية فدعا قادة الأكراد إلى تجميد نتائج الاستفتاء والدخول في مفاوضات مع القوى السياسية العراقية لحل الخلافات القائمة وصولا إلى دولة مدنية تراعي حقوق الجميع.

وشدد علاوي في تصريحات له اليوم في بغداد على أن "يخضع مصير محافظة كركوك والمناطق المختلف عليها لنصوص المادة 140 من الدستور".

كما دعا الأكراد والتحالف الوطني الحاكم إلى "عدم التصعيد واستخدام لغة الانتقام والوعيد والتلويح بالحل العسكري"، قائلا "لا مواجهة مسلحة إلا مع الإرهاب، وعلى الحكومة والقوات المسلحة أن تلتزم بالوقوف بحزم ضد أي انتهاك لحرمة كل المواطنين، وأن ترفض تدخل أي طرف في النزاع".
 

المصدر : وكالات