قوات حفتر تنبش مجددا القبور في بنغازي

أظهر مقطعا فيديو نشرتهما قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عناصر ينبشون قبور مقاتلين من مجلس شورى ثوار بنغازي بحجة التعرف على هويات الجثث، وذلك في مشهد أعاد إلى الأذهان قيام نفس القوات بنبش القبور بمنطقة قنفودة غربي المدينة في مارس/آذار الماضي.

ونشرت قوات حفتر المقطعين على موقع فيسبوك، حيث ظهر فيهما عناصر من القوات الخاصة لحفتر داخل مقبرة "سيدي اخريبيش التاريخية" شمال بنغازي بشرق ليبيا يتحدثون عن ضرورة نبش أكثر من 150 قبرا، معظمها لمقاتلين من مجلس شورى ثوار بنغازي.

وبرر الملازم في القوات الخاصة مرعي الحوتي في التسجيلين الأمر بأنه ضروري للتعرف إلى أصحاب القبور لعل أحدهم يكون من مفقودي قوات حفتر، وكان بصحبته أحد أفراد لجنة الهلال الأحمر الليبي.

وظهرت في الصور جثتان لاثنين من المقاتلين بعد إخراجهما دون التعرف على هويتهما، وقال الحوتي إن الموتى كانوا "أجانب أتوا من خارج ليبيا لقتال الجيش"، في إشارة منه إلى قوات حفتر. وأضاف خلال وقوفه أمام جثة أخرجت من قبرها "نحن مسلمون ولسنا كفارا".

وقالت مصادر للجزيرة إن عددا من القبور تعود لمسلحين ليبيين وأجانب من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم في مواجهات مع قوات حفتر قبيل انسحاب التنظيم من بنغازي مطلع العام الحالي، في حين تعود معظم القبور لمقاتلين من مجلس شورى ثوار بنغازي لقوا مصرعهم في مواجهات وقصف استهدف مواقعهم طوال الأعوام الثلاثة الماضية شمالي بنغازي حيث كانت قوات المجلس تبسط سيطرتها.

وخلال مارس/آذار الماضي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمسلحين من قوات حفتر وهم ينبشون قبور مقاتلين من مجلس شورى ثوار بنغازي ويمثلون بجثثهم التي سحلت عقب سيطرة حفتر على منطقة قنفودة.

وقامت قوات حفتر بعملية نبش قبور وأخرجت جثت من فيها بعد أيام من دفن أصحابها، ومن هؤلاء جثة القائد بمجلس الثوار جلال مخزوم التي وضعت على سيارة تجول بها مسلحو قوات حفتر في بنغازي قبل شنقها أمام معسكر قوات الصاعقة، وذلك في مشهد غريب على الساحة الليبية.

وتفاعل حينها زوار مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه المشاهد التي اعتبروها "إساءة لكل الليبيين ولصورة ليبيا أمام العالم".

وكان المبعوث الدولي إلى ليبيا حينها مارتن كوبلر قد أعرب عن الشعور "بالصدمة إزاء انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في ليبيا"، وقال إن من قاموا بالتمثيل بالجثث في بنغازي أو أصدروا الأوامر بشأنها معرضون للمحاسبة الجنائية بما في ذلك المثول أمام محكمة الجنايات الدولية.

المصدر : الجزيرة