جهود لاحتواء أزمة الاستفتاء وأربيل ترفض التأجيل

صور مبنى برلمان اقليم كردستان، زودني بها الزميل مظفر مزورى الذي يعمل بمكتب الجزيرة كرد باربيل (الصورة مصورة من قبله وتحمل توقيعه)..
برلمان إقليم كردستان العراق وافق على الاستفتاء (الجزيرة)

التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم بعدد من زعماء الكتل السياسية العراقية في محاولة لإيجاد مخرج وحلول سريعة لأزمة استفتاء يصر إقليم كردستان على إجرائه نهاية الشهر الجاري، وسط معارضة عراقية وإقليمية ودولية.

وقال بيان لمكتب الرئيس الإعلامي إن معصوم أكد في لقائه رئيس البرلمان سليم الجبوري "أهمية التواصل مع المؤسسات العليا في الدولة لتلطيف الأجواء والعمل على احتواء الأزمات التي تعرقل تطوير العملية السياسية".

ودعا معصوم إلى "تضافر الجهود لتشجيع الأطراف على الاحتكام إلى الحوار البناء والابتعاد عن إثارة التشنجات التي قد تعقد الأزمة الحالية".

وقال بيان لمكتب الجبوري إن اللقاء ناقش سبل الوصول إلى مخرجات وحلول سريعة لقضية الاستفتاء وفق الدستور العراقي.

‪البارزاني يربط تأجيل الاستفتاء بقبول بغداد بمحادثات جدية حول الانفصال‬ (رويترز)
‪البارزاني يربط تأجيل الاستفتاء بقبول بغداد بمحادثات جدية حول الانفصال‬ (رويترز)

لا تأجيل
يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني عدم تأجيل الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، إلا بعد استعداد بغداد للبدء بمحادثات جدية حول الاستقلال وخلال مدة زمنية محددة وبضمانات دولية.

وقالت رئاسة الإقليم في بيان لها أمس إن "الإقليم مستعد للتفاوض مع بغداد، لكن بعد الاستفتاء"، مضيفة أن "المحادثات مع بغداد ينبغي أن تكون حول استقلال الإقليم ولها سقف زمني محدد وبضمانات دولية".

وأضاف أن "البدائل المقترحة من قبل المجتمع الدولي تصر على إجراء المفاوضات قبل الاستفتاء، لكنها لا تضمن رغبة بغداد في بدء المفاوضات حول الاستقلال".

في هذه الأثناء، أعلن التحالف الوطني الذي يضم أغلبية القوى السياسية الشيعية المشتركة في العملية السياسية رفضه الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي تنوي سلطات إقليم كردستان إجراءه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

وقالت قوى التحالف في بيان صدر عقب اجتماع عقد لتدارس موضوع الاستفتاء الذي وصفته بأنه "الأكثر سخونة" على الساحة العراقية حاليا، إن الأطراف السياسية أجمعت "على عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء لعدم دستوريته وإنها تدعو إلى حوار وطني عميق ومتوازن لحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان".

‪ظريف أكد رفض بلاده للاستفتاء ودعا إلى احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدته‬ ظريف أكد رفض بلاده للاستفتاء ودعا إلى احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدته (غيتي-أرشيف)
‪ظريف أكد رفض بلاده للاستفتاء ودعا إلى احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدته‬ ظريف أكد رفض بلاده للاستفتاء ودعا إلى احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدته (غيتي-أرشيف)

رفض للاستفتاء
ويأتي هذا النقاش في وقت ارتفعت فيه وتيرة التصريحات الإقليمية والدولية المنتقدة للاستفتاء والداعية إلى إرجائه أو إلغائه.

ففي إيران، جدد وزير الخارجية محمد جواد ظريف رفض بلاده للاستفتاء، وشدد على ضرورة احترام سيادة العراق والحفاظ على وحدة أراضيه واحترام الدستور العراقي.

أما رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد جنتي فقال "إن من يصرون على الاستفتاء في إقليم كردستان والانفصال عن العراق يريدون إنشاء إسرائيل أخرى في المنطقة"، ودعا في كلمة له في طهران إلى الوقوف في وجه هذه التحركات مشيرا إلى أن هذه المؤامرات في المنطقة لن تحقق أهدافها.

وفي تناغم مع جنتي، قال المساعد السياسي للقائد العام للحرس الثوري العميد رسول سنائي راد إن إصرار البارزاني على الاستفتاء ودعمه من قبل إسرائيل يشير إلى أن نموذجا صهيونيا جديد بدأ يتشكل في المنطقة بحسب تعبيره.

وقال إن الاستفتاء يدخل ضمن المخطط الأميركي الإسرائيلي لتقسيم دول المنطقة الكبرى وتحويلها إلى دول ضعيفة، وأوضح أن الاستفتاء مبادرة فردية من البارزاني من أجل تحقيق مكاسب عائلية وأن هذا الإجراء لا يخدم مصالح الأكراد.

وفي تركيا، جدد رئيس الوزراء بن علي يلدرم رفض بلاده للاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، ووصفه بأنه مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا، مهددا باتخاذ أنقرة للإجراءات اللازمة بشأنه.

كما تدعم واشنطن والأمم المتحدة مقترحا يقضي بعدول أربيل عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل بشأن مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات.

المصدر : الجزيرة