خلاف لبناني بسبب مشاركة وزيرين بمعرض بدمشق

قالت الحكومة اللبنانية إن زيارة أي وزير إلى سوريا لن تكون بقرار رسمي، وجددت التزامها بسياسة النأي بالنفس، جاء ذلك في أعقاب الجدل بشأن قرار وزيري الصناعة والزراعة اللبنانييْن المشاركة في معرض دمشق الدولي لإعادة إعمار سوريا، بصفتهما الرسمية.

وبينما يرى وزراء حزب الله وحركة أمل أن الزيارة طبيعية لوجود علاقات دبلوماسية بين البلديْن، ترفض أطراف في الحكومة هذه الخطوة لأنها داعمة لنظام بشار الأسد، وفق رأيها.

وأعلن وزيرا الصناعة حسين الحاج حسن والزراعة غازي زعيتر عزمهما تلبية دعوة رسمية لزيارة سوريا والمشاركة في معرض دمشق الدولي، وتدعم أطراف التوجه لتحسين العلاقات مع دمشق وترفضه جهاتٌ أخرى، بينما ركنت الحكومة إلى خيار النأي بالنفس.

وقال وزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي إن مجلس الوزراء نأى بنفسه عن المحاور الإقليمية لأنها حكومة وحدة وطنية، وأي زيارة لن تكون بقرار من مجلس الوزراء.

ورغم هذا الموقف الحكومي، يصر وزير الصناعة حسين الحاج حسن المنتمي إلى حزب الله على المشاركة في معرض دمشق الدولي، بصفته الرسمية.

ويقول الحاج حسن إنه سيذهب للمشاركة في افتتاح المعرض وإجراء لقاءات اقتصادية مع وزراء ومسؤولين، مشيرا إلى أن لبنان وسوريا بينهما علاقات دبلوماسية، وتم تعيين سفير لبناني جديد في سوريا منذ أسبوعين، كما لسوريا سفير في لبنان والعلاقات قائمة.

ومن وجهة نظر المعارضين لهذا التوجه، فإن حزب الله يسعى لجرّ الحكومة إلى توفير غطاء لنظام بشار الأسد، بما يضر لبنان ويؤدي إلى عزله، على حد قولهم.

ويقول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن هذه التصرفات تهدد وجود الحكومة، وهي ليست بالمسألة الهينة، فالتعاطي مع بشار الأسد -على حد قوله- لا يقود إلى إعادة النازحين، ولا يسهم في إعادة الإعمار.

ويأتي هذا الجدل اللبناني إزاء هذه الزيارة إثر دعوات سابقة من أطراف داخلية للتعاون مع النظام السوري في ملف إعادة اللاجئين السوريين، وللتنسيق الأمني معه في المعركة التي ينوي الجيش اللبناني خوضها ضد تنظيم الدولة الإسلامية عند الحدود الشرقية.

المصدر : الجزيرة