معارك متقطعة في عين الحلوة ومحاولات لإحياء الهدنة
تراجعت وتيرة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان بين حركة فتح وجماعة بلال بدر، وما تزال الاتصالات مستمرة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار. كما حاول متظاهرون فلسطينيون فرض الهدنة بالمخيم لكنهم قوبلوا بالرصاص، مما أثار استنكار حركة حماس.
ومن محيط مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، قال مراسل الجزيرة جوني طانيوس إن وتيرة الاشتباكات تراجعت في الليل دون أن تتوقف، حيث ما زال دوي الرصاص والقصف يسمع بين الحين والآخر.
وأضاف أن الاتصالات مستمرة لوقف المعارك، لكن الأطراف المعنية تجد صعوبة في التوصل إلى اتفاق هدنة جديد بعد انهيار اتفاق هش عُقد الليلة الماضية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقات تحصل على المستوى السياسي لا العسكري مما يجعلها عرضة للانهيار، في حين تحاول حركة فتح إلغاء وجود مجموعة بدر في حي الطيرة بأسرع وقت ممكن.
وفي وقت سابق، قالت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام إن وتيرة الاشتباكات اشتدت عند الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء في الشارع الفوقاني بحي الطيرة، معقل مجموعتي بدر والعرقوب.
وشهد المخيم منذ صباح الثلاثاء إطلاق نار متقطعا، تخللته ظهرا عمليات تمشيط لحركة "فتح" داخل حي الطيرة بعد إحكام سيطرتها ورفع راياتها على نحو سبعة منازل كانت تتبع جماعتي بدر والعرقوب. كما وثق احتراق منزلين في الحي بعد استهدافهما بقذائف صاروخية.
وخرج عشرات الفلسطينيين من سكان المخيم في مظاهرة استنكارا للاشتباكات، لكنهم قوبلوا بإطلاق نار في الهواء حال دون وصولهم إلى مكان الاشتباكات، حيث كانوا يعتزمون محاولة فرض وقف إطلاق النار على المتقاتلين.
وقالت حركة حماس في بيان إن إطلاق النار على المظاهرة عمل مشبوه ومُدان، وإنه سعي واضح لاستمرار الأحداث في المخيم والإبقاء على التوتر فيه.
وأدت الاشتباكات التي بدأت الخميس الماضي إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح أكثر من عشرين، إضافة إلى فرار عشرات العائلات من عين الحلوة، ولجوء بعضهم إلى الباحات الخارجية للمساجد في مدينة صيدا للاحتماء بها.