القوات العراقية تتوغل بتلعفر وآلاف المدنيين يفرون

قال شهود عيان في مدينة تلعفر (شمالي العراق) إن القوات العراقية سيطرت على حي السراي وسط المدينة دون مقاومة تُذكر من تنظيم الدولة الإسلامية. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان القوات العراقية سيطرتها على حي الكفاح غربي المدينة وحي النور من جهتها الشرقية.

وحصلت الجزيرة على صور حصرية تظهر تمركز القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي وسط تلعفر.

وكانت مصادر عسكرية عراقية أكدت أن مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا أمام تقدم وحدات من الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي.

في سياق متصل، أفادت مصادر بأن مليشيات الحشد الشعبي سيطرت على قرية الطينية التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة.

وكانت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي قد أعلنت في وقت سابق أمس الثلاثاء سيطرة الجيش على 17 قرية في محيط تلعفر.

وأضافت أن قوات الرد السريع العراقية (تابعة لوزارة الداخلية) سيطرت على قرى عين الحصان الكبير والصغير، وتمركزت إلى جانب الجيش العراقي والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية.

وتوجهت من هذه القرى باتجاه غرب تلعفر، وتمكنت من اختراق جدار الصد -الذي بناه تنظيم الدولة ويرتفع إلى خمسة أمتار ويضم عدة أنفاق- لتصل بعد ذلك إلى حي الكفاح، أول أحياء تلعفر من الجهة الغربية.

ومن الناحية الشرقية -وفق مصادر من القوات العراقية- كان التقدم باتجاه حي النور.

وأفاد مراسل الجزيرة في محيط تلعفر أمير فندي أمس الثلاثاء بأن القوات العراقية يبدو أنها تريد اقتحام المدينة من عدة جهات، خاصة أن هناك قوات أخرى تتقدم من جهة الشمال والشمال الشرقي، وتحديدا باتجاه منطقة العياضية التي قالت إنها باتت تحكم الطوق حولها تمهيدا لاقتحامها.

وأضاف أن تنظيم الدولة نفذ اليوم عدة هجمات تفجيرية تسببت في وقوع قتلى في صفوف القوات العراقية، وخاصة بين صفوف الحشد الشعبي.

ونقلت وكالة الأناضول إفادة من الضابط في قوات الرد السريع النقيب مصعب الجليلي بمقتل ثلاثة جنود من الشرطة الاتحادية وثمانية من الحشد الشعبي، فضلا عن تعرض عربتين -إحداهما نوع همر والأخرى ناقلة جند- لأضرار بالغة. 

undefined

آلاف الفارين
وإنسانيا، قالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 3200 مدني تمكنوا من الفرار من تلعفر خلال الأيام القليلة الماضية، متوقعة ارتفاع أعداد النازحين مع استمرار المعارك في المدينة.

وأشارت المنظمة في بيان إلى أن النازحين كانوا "يصلون وهم بحالة صحية سيئة ومنهكة، والأطفال يعانون من سوء التغذية وبعضهم لم يكن قادرا على الحركة".

ونقلت عن نازحين تمكنوا من الفرار معاناتهم من سوء الظروف المعيشية التي مروا بها خلال فترة مكوثهم في تلعفر بسبب النقص الشديد في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعار ما توفر منها بحيث كان يصعب عليهم شراء احتياجاتهم بسبب نفاد مدخراتهم. 

وأعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء عن قلقها من نزوح آلاف المدنيين من تلعفر.    

وأشار بيان للمفوضية إلى أن 1500 عائلة وصلت إلى معسكر للعبور جهز خلال الأيام الأخيرة، وأن هناك استعدادات جارية لاستقبال 22 ألف شخص ممن يفرون من تلعفر.

المصدر : الجزيرة + وكالات