الداخلية القطرية تؤكد اختراق وكالة الأنباء من الإمارات

محمد الشياظمي-الدوحة

أكدت وزارة الداخلية القطرية أن اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في الرابع والعشرين من مايو/أيار الماضي، جرى من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد انتهاء التحقيق في الحادث وتقديم نتائجه إلى النائب العام القطري.

وفي مؤتمر صحفي بمقر وزارة الداخلية، أكد فريق التحقيق القطري في حادث الاختراق أن جميع الأدلة الثابتة التي تم التوصل إليها تمكن من تحريك الدعوى القضائية بحق الجهات المسؤولة عن الاختراق، وهناك أدلة فنية أخرى لم يكشف عنها لحد الآن.

وقال رئيس فريق التحقيق علي محمد المهندي إن عملية الاختراق جرت على ثلاث مراحل، ابتدأت باختراق موقع وكالة الأنباء والسيطرة عليه، جرى بعدها قرصنة حسابات الوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم نشر شريط أخبار يحوي تصريحات ملفقة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لافتا إلى أن التحضير للاختراق كان قبل أيام من التنفيذ.

وأضاف أن الجهات المتخصصة بوزارة الداخلية مسنودة بجهود دول صديقة وشقيقة بعد أن سيطرت على عملية الاختراق شرعت مباشرة في جمع الاستدلالات المرتبطة بالحادث، وتوصلت إلى أنه قبل يوم الاختراق بفترة زمنية قصيرة، اكتشف المخترقون ثغرة برمجية للدخول إلى أنظمة النشر وكلمات المرور الخاصة بوكالة الأنباء وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى استغلالها لنشر الأخبار المفبركة.

‪مؤتمر صحفي لوزارة الداخلية القطرية بشأن اختراق وكالة الأنباء القطرية‬ (الجزيرة)
‪مؤتمر صحفي لوزارة الداخلية القطرية بشأن اختراق وكالة الأنباء القطرية‬ (الجزيرة)

شريط توضيحي
واستعرض فريق التحقيق شريطا توضيحيا لمختلف مراحل الاختراق، كما أوضح رسم بياني ارتفاع نسب المتصفحين لموقع وكالة الأنباء من دولة الإمارات بين الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة ومنتصف ليل الرابع والعشرين من مايو/أيار، وهو اليوم الذي حدث فيه الاختراق.

كما أكد الرسم البياني أن عملية الاختراق التي وقعت بعد منتصف الليل بثلاث عشرة دقيقة، سبقها عمليات استطلاع من جهة الاختراق، والتأكد من عمل البرامج الخبيثة المزروعة قبل أيام.

وكشف عضو فريق التحقيق عثمان سالم الحمود أن جميع الأدلة ثابتة جرى التوصل إليها بعد جهود كبيرة بذلت منذ اليوم الأول لحادث الاختراق، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي)، وأن دور الفريق قد انتهى وهناك جهات مسؤولة في الدولة ستتولى باقي الإجراءات القانونية والقضائية.

وقال إن فريق التحقيق حدد مصدر الاختراق والأرقام التسلسلية للأجهزة التي نفذ بها، لكن هناك صعوبة في تحديد الأشخاص المسؤولين عنه، لأن هذا رهين بتعاون دولة الإمارات، وهذا متعذر حاليا في ظل الحصار المفروض على قطر.

‪المهندي: عملية الاختراق جرت على ثلاث مراحل‬ (الجزيرة)
‪المهندي: عملية الاختراق جرت على ثلاث مراحل‬ (الجزيرة)

تأكيد الاختراق
وتأتي هذه المعطيات التي كشف عنها فريق التحقيق تأكيدا لما أوردته صحيفة واشنطن بوست قبل أيام، التي أكدت وقوف دولة الإمارات وراء حادث الاختراق، وهي الحقيقة التي أكدتها وسائل إعلام أميركية أخرى كقناة "أن بي سي" الأميركية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم صحة التقارير عن قرصنة الإمارات وكالة الأنباء القطرية.

ونقلت القناة عن مسؤول أميركي استخباراتي أن واشنطن ترى أن الإمارات مسؤولة عن قرصنة الوكالة، وأنها استخدمت متعاقدين خاصين لتنفيذ العملية.

ويرتقب أن تباشر النيابة العامة في قطر الإجراءات القانونية والقضائية بشأن عملية الاختراق بموجب القوانين الدولية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، وتحديد الهيئات التي سيحال الملف إليها.

وكان مدير مكتب الاتصال الحكومي سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني أكد أن المعلومات التي تفيد بارتكاب القرصنة من قبل دولة خليجية -والقرصنة تُصنف دوليا من جرائم الإرهاب الإلكتروني- يعد خرقا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وللاتفاقيات الثنائية أو الجماعية التي تربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة