النظام يعلن سيطرته على ريف حلب الجنوبي الشرقي

أفاد مراسل الجزيرة في سوريا أن قوات النظام السوري أعلنت سيطرتها على كامل الريف الجنوبي الشرقي لحلب بعد معارك مع تنظيم الدولة.

ومكنت هذه السيطرة قوات النظام من تحقيق الاتصال بين مناطق لسيطرتها وسط وشرق وشمال البلاد، كما أنهت بالكامل وجود عناصر تنظيم لدولة في كامل محافظة حلب لأول مرة منذ عام 2013.

وتمكنت قوات النظام في أقل من 48 ساعة من إحكام سيطرتها على عشرات البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة التنظيم في ريف حلب الجنوبي الشرقي، إضافة إلى مواقع في الريف الشرقي من محافظتي حمص وحماة، حيث تختلف الأهمية الإستراتيجية لما حققته قوات النظام باختلاف هذه المناطق.

وبهذه السيطرة لقوات النظام فإن تنظيم الدولة أصبح لأول مرة منذ سنوات خارج محافظة حلب بالكامل في الوقت الذي وسعت فيه قوات النظام الطوق الآمن حول مدينة حلب وطريق إثريا خناصر التي تشكل خط الامداد الأهم نحو المدينة، فضلا عن تأمين طريق سلمية الرقة الذي سيطرت عليه أخيرا.

قوات النظام السوري باتت لأول مرة منذ سنوات صاحبة السيطرة الأكبر على الأرض في البلاد
قوات النظام السوري باتت لأول مرة منذ سنوات صاحبة السيطرة الأكبر على الأرض في البلاد

خريطة جديدة
ووفق قوات النظام فإنها سيطرت بالكامل أيضا على قرى وبلدات في مناطق بريف حلب وحماة وحمص بعد معارك عنيفة أجبرت تنظيم الدولة على الانسحاب منها، بعد أن تمكنت خلال 45 يوما من رسم خريطة سيطرة جديدة في مناطق عدة من سوريا أهمها البادية السورية.

وحققت سيطرة قوات النظام على الأجزاء الأخيرة من طريق سلمية الرقة لقوات النظام اتصالا وخط إمداد لا يزيد طوله على تسعين كيلومترا بين مناطقها في ريف الرقة الجنوبي الغربي وريف حماة الشرقي، بعد أن كانت تضطر لقطع مئات الكيلومترات نحو مدينة حلب وريفها الشرقي للوصول لريف الرقة.

كما حقق التقدم السريع لقوات النظام في ريف حمص الشرقي لقوات النظام اقترابا من دير الزور التي تضم الخزان النفطي الأكبر في سوريا، حيث يشكل ريفها الحدود الأطول مع العراق والمتصل بدوره بـ إيران الحليف الأبرز للنظام السوري.

وغيرت هذه السيطرة لقوات النظام حسابات المعارك على الأرض، وجعلت منها الطرف المسيطر على المساحة الأكبرِ من سوريا متقدمة على تنظيم الدولة وقوات سوريا الديموقراطية والمعارضة المسلحة، مما قد يؤدي أيضا لتغيير في الحسابات السياسية.

قصف مستمر
وفي تطورات متصلة، واصلت قوات النظام السوري قصفها لمناطق سيطرة المعارضة المسلحة في أنحاء مختلفة من البلاد. حيث استهدفت كفرزيتا بريف حماة الشمالي (وسط) بعشرات من صواريخ المدفعية، ما أدى إلى دمار لحق بالمدينة.

وقالت وكالة سانا السورية الرسمية إن قوات النظام سيطرت على نقاط إستراتيجية شرق قرية الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي، بعد معارك مع تنظيم الدولة.

كما شنت المقاتلات الروسية غارت على قرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حماة الشرقي.

وفي ريف دمشق، أفاد مراسل الجزيرة أن عدة مدنيين أصيبوا بجروح جراء قصف مدفعي من قوات النظام طال الأحياء السكنية في مدن دوما وعربين وزملكا بالغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.

وأضاف المراسل أن القصف تزامن مع هجوم لقوات النظام على بلدة عين ترما في الغوطة، وقصف صاروخي وجوي على مواقع المعارضة في منطقة المتحلق الجنوبي.

وفي جنوب البلاد، قال مراسل الجزيرة إن طائرة حربية تابعة لقوات النظام قصفت موقعا ضمن الأراضي الأردنية في منطقة جابر المقابلة لمعبر نصيب الحدودي، والذي سيطرت عليه المعارضة المسلحة قبل أكثر من عامين.

ونقل المراسل عن مصادر ميدانية أن الغارة استهدفت سرية هجانة جنوب الحرم الجمركي، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان المستهدف.

المصدر : الجزيرة