قطر تأسف لتورط الإمارات بقرصنة وكالتها للأنباء

أعربت دولة قطر عن أسفها لما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم عن ضلوع دولة الإمارات العربية المتحدة ومسؤولين كبار فيها بجريمة القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية في 24 مايو/أيار الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مدير مكتب الاتصال الحكومي سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني أن المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ارتكاب جريمة القرصنة التي وقعت على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية.

وأضاف المسؤول القطري أن هذه المعلومات التي تفيد بارتكاب ما وصفها بالجريمة النكراء، التي تصنف دوليا على أنها من جرائم الاٍرهاب الإلكتروني من قبل دولة خليجية؛ تعد خرقاً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية أو الجماعية التي تربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في دولة قطر بشأن هذه الجريمة ما زالت مستمرة، وسوف تتخذ النيابة العامة الإجراءات القانونية لمقاضاة مرتكبي هذه الجريمة أو المحرضين عليها، كما جاء في تصريح النائب العام في العشرين من يونيو/حزيران الماضي، سواء أمام القضاء القطري أو الجهات الدولية المختصة بجرائم الإرهاب.

‪النائب العام القطري قال الشهر الماضي إن بعض الأجهزة من دول الحصار استخدمت في الاختراق‬ (الجزيرة)
‪النائب العام القطري قال الشهر الماضي إن بعض الأجهزة من دول الحصار استخدمت في الاختراق‬ (الجزيرة)

تقرير الصحيفة
وكانت صحيفة واشنطن بوست أفادت في تقريرها أمس الأحد بأن المسؤولين الأميركيين علموا الأسبوع الماضي بنتائج تحليل للمعلومات التي جمعتها المخابرات الأميركية، وبينت أن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق في 23 مايو/أيار الماضي، وجرى تنفيذها في اليوم التالي.

وأكد المسؤولون أنه من غير الواضح حتى الآن إذا كانت الإمارات قامت بعمليات الاختراق بنفسها أو تعاقدت مع فريق آخر من قراصنة المعلومات، وفقا لما نشرته واشنطن بوست في تقريرها.

ووقعت عملية الاختراق في 24 مايو/أيار الماضي، وجرى نشر تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بعد فترة وجيزة من انتهاء الرئيس ترمب من قمة جمعته مع قادة من بلدان الخليج وبلدان عربية وإسلامية في المملكة العربية السعودية تحدث فيها عن مكافحة الإرهاب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه فور نشر التصريحات المنسوبة لأمير قطر سارعت وسائل إعلام دول خليجية إلى اعتبارها مناهضة لسياسات دول الخليج، وانطلقت حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر، وأعلنت الإمارات والسعودية حجب موقع قناة الجزيرة القطرية وعدد من الصحف القطرية.

وأشارت واشنطن بوست في سياق تقريرها إلى أن رسائل البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة المسربة خلال الأزمة تلقي الضوء على تصميم دولة الإمارات العربية المتحدة على مرّ السنين على حشد "المفكرين" وصانعي السياسات في واشنطن إلى جانبها حول القضايا التي تقع في قلب نزاعها مع قطر.

من جانبه، لفت المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن الانتباه إلى البيان الذي أدلى به النائب العام القطري علي بن فطيس المري أواخر الشهر الماضي، وقال فيه إن "قطر لديها أدلة على أن بعض الأجهزة من الدول التي تفرض حصارا على قطر قد استخدمت في الاختراق".

وتأتي هذه المعلومات التي أوردتها واشنطن بوست لتؤكد ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي جرت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي بشأن عملية الاختراق، وأكدت تلك التحقيقات أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحات تابعة للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)