الجيش التركي يؤكد مقتل 11 من الوحدات الكردية بسوريا

أكد الجيش التركي أنه قتل 11 عنصرا من وحدات حماية الشعب الكردية شمالي سوريا خلال عمليات قصف متبادل في عدة نقاط عبر الحدود السورية التركية، وتأتي هذه الاشتباكات بعد أيام من غارات تركية استهدفت الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق.

وقالت قيادة الأركان في بيان لها اليوم الجمعة إن ثلاثة من المسلحين الأكراد قتلوا إثر إطلاقهم قذائف صاروخية باتجاه الأراضي التركية، في حين قتل الثمانية الآخرون إثر استهداف عربة مزودة برشاش.

وأضافت أن مخفرا حدوديا تابعا للجيش بمدينة شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا استُهدف بقذائف صاروخية مصدرها المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا، ليرد الجيش بالمثل.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر مقربة من الوحدات الكردية أنها استهدفت مدرعات ومواقع للجيش التركي على الحدود التركية في مناطق عفرين وتل أبيض ورأس العين على امتداد أجزاء مهمة من الحدود السورية التركية.

وقالت مصادر للجزيرة إن قصفا متبادلا واشتباكات متقطعة تجددت اليوم بين الوحدات الكردية والجيش التركي في مناطق عفرين بريف حلب، وتل أبيض بريف الرقة، وعامودا ورأس العين في ريف الحسكة.

‪الطيران التركي دمر الثلاثاء الماضي مقار للوحدات الكردية بجبل
‪الطيران التركي دمر الثلاثاء الماضي مقار للوحدات الكردية بجبل "قره تشوك" قرب المالكية شمال شرقي سوريا‬ الطيران التركي دمر الثلاثاء الماضي مقار للوحدات الكردية بجبل "قره تشوك" قرب المالكية شمال شرقي سوريا (رويترز)

نطاق التصعيد
وقال مراسل الجزيرة ميلاد فضل إن الجيش التركي أزال الساتر الأسمنتي بين الحدود السورية التركية بأرياف بلدة الدرباسية الشرقية وأرياف عامودا الشرقية بمسافة خمسين مترا فقط.

وأوضح أن القصف المتبادل جرى في منطقة تمتد من عفرين بريف حلب غربا حتى مناطق بريف محافظة الحسكة شرقا، مشيرا إلى أن المناطق التي تشهد مناوشات بين الطرفين ربما تمتد إلى 350 كيلومترا.

وأشار إلى أنه لم تسجل حتى اللحظة تعزيزات عسكرية من الجانب التركي باتجاه الحدود السورية، حيث اقتصر الأمر حتى الآن على تبادل القصف. وكانت طائرات حربية تركية قصفت فجر الثلاثاء الماضي مواقع للوحدات الكردية في جبل "قره تشوك" في الحسكة شمال شرقي سوريا.

وأسفرت الغارات -التي رافقها استهداف مواقع لحزب العمال الكردستاني في جبل سنجار شمالي العراق- عن مقتل أكثر من عشرين من الوحدات الكردية التي تشكل الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، وتعتبر أنقرة هذا الحزب امتدادا لحزب العمال الكردستاني. وأكد الجيش التركي أن القصف جاء ردا على تهريب الأسلحة وتهريب المسلحين إلى البلاد لتنفيذ هجمات.

من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة في تركيا عامر لافي إن أنقرة لا يمكن أن تسكت أو تتراجع عن رفضها قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية، مشيرا إلى أن المحادثات المرتقبة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترمب، منتصف مايو/أيار، قد تشهد اتفاقا بخصوص تمركز الوحدات الكردية التي تريد أنقرة منها أن تنسحب من غرب نهر الفرات إلى شرقه شمالي سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات