تباين روسي سعودي بشأن دور إيران ومصير الأسد

Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (R) and his counterpart from Saudi Arabia Adel al-Jubeir attend a news conference after the talks in Moscow, Russia, April 26, 2017. REUTERS/Sergei Karpukhin
الجبير ولافروف أظهرا تباينا في الموقف خلال المؤتمر الصحفي بموسكو (رويترز)

كشف المؤتمر الصحفي المشترك في موسكو بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير عن وجود تباين بين الجانبين بخصوص الدور الإيراني في سوريا ودول المنطقة وحزب الله اللبناني ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.

فبينما جدد الجبير موقف الرياض باتهام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بممارسة عمليات تطهير في الأراضي السورية واعتبرهما منظمتين إرهابيتين رفض لافروف التوصيف السعودي وبرر "التطهير" باتفاقات لتفادي إراقة مزيد من الدماء، معتبرا أن قوات إيران وحزب الله متواجدة بدعوة مما سماها "الحكومة الشرعية" في سوريا.

وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إنه على الرغم من محاولة الجانبين إظهار نوع من التقارب بشأن الملفات الحساسة فإنه سرعان ما طفت خلافات الطرفين على السطح بالحديث عن مستقبل الأسد وسوريا والتحقيق بجرائم الهجمات الكيميائية والدور الإيراني.

وخلال المؤتمر الصحفي قال الجبير إن الأدلة واضحة في ما يتعلق بالتطهير العراقي الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني وذراعه فيلق القدس وحزب الله اللبناني في سوريا اللذين تصنفهما الرياض جماعتين إرهابيتين.

وجدد الوزير السعودي موقف بلاده من أنه لا مكان لهذه المليشيات التي تتدخل في سوريا والعراق واليمن والخليج وفي دول المنطقة خدمة للأجندة الإيرانية. وشدد على أن الرياض تعمل على وضع حد للتدخلات الإيرانية.

وأضاف الجبير أنه لا يعتقد بوجود دور لرئيس النظام السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا بعدما قتل نصف مليون شخص وشرد 12 مليون من شعبه. لكنه أعرب عن أمله بتحقيق وقف جاد لإطلاق النار في سوريا من خلال مفاوضات أستانا يفتح المجال للحل السياسي على أساس مرجعية جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254.

‪لافروف: لدى السعودية وروسيا فرص كبيرة للتأثير على الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول إيجابية للأزمة السورية‬ (الجزيرة)
‪لافروف: لدى السعودية وروسيا فرص كبيرة للتأثير على الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول إيجابية للأزمة السورية‬ (الجزيرة)

موقف مخالف
في المقابل، قال لافروف إن لدى السعودية وروسيا فرصا كبيرة للتأثير على الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول إيجابية للأزمة السورية. واستبعد ألا يتجاوز البلدان خلافاتهما بشأن الأزمة السورية، مشيدا بما حققته مفاوضات أستانا من تحفيز لمفاوضات جنيف.

وردا على تصريحات الجبير بخصوص "التطهير" قال لافروف "إن ما سميته التطهير العرقي جاء وفق اتفاقات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة لتفادي مزيد من القتل".

وبرر ذلك بأن على جميع الأطراف تقديم ما وصفها بحلول غير مثالية للمساعدة في الحفاظ على حياة آلاف المدنيين في سوريا، وضرب مثالا على ذلك ما حدث بشرق حلب.

وأوضح الوزير الروسي أن موسكو لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني متواجد في سوريا بدعوة من حكومة دمشق، وأن إيران تساهم إلى جانب روسيا في الحل بسوريا في إطار الدول الضامنة لاتفاق أستانا، كما تساهم هذه القوى في محاربة الإرهاب بسوريا، على حد تعبيره.

وكان وزير الخارجية الروسي أعرب في بداية المؤتمر الصحفي عن رضا بلاده بمستوى التنسيق والتعاون بين روسيا والسعودية في قضايا السياسة الدولية وفي أسواق الطاقة العالمية والاستثمارات.

من جانبه، شدد الجبير على أهمية الحوار الإستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، بينما ثمن الجبير دور روسيا باعتبارها عنصر تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتطلعه إلى العمل مع روسيا والدول الأخرى لإيجاد حل سياسي للأزمتين السورية واليمنية.

المصدر : الجزيرة