انتشال عشرات الجثث من أنقاض منازل بالموصل

قالت مصادر في الدفاع المدني بمدينة الموصل إنه تم انتشال 214 جثة لمدنيين من تحت أنقاض منازلهم المدمرة جراء قصف القوات العراقية والتحالف الدولي في ثلاثة أحياء بالجانب الغربي من مدينة الموصل شمالي العراق.

وأفادت مصادر عراقية بمقتل نحو مئتي مدني في الغارات الجوية والقصف على منازل بأحياء منطقة الموصل القديمة، وقال مدير بلدية مدينة الموصل عبد الستار حبو إن عشرات الجثث لمدنيين من سكان حي "الموصل الجديدة" لا تزال تحت الأنقاض، بعدما تهدمت عليهم منازلهم نتيجة غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقصف الجيش العراقي.

وفي ظل القصف الشديد، يتزايد عدد المدنيين الفارين من الجانب الغربي لمدينة الموصل. ووفقا للأمم المتحدة فإن عدد النازحين قد يرتفع أثناء تقدم القوات العراقية التي تحاول كسر دفاعات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة القديمة، وهو ما يعد هدفا إستراتيجيا في المعركة.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراندي في بيان سابق إن "منظمات الإغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 إلى 320 ألف مدني إضافي يحتمل أن يفروا من الموصل خلال الأسابيع القادمة"، مشيرة إلى أن "العمليات الإنسانية في الجانب الغربي من الموصل أكثر تعقيدا وصعوبة منها في الجانب الشرقي".

من جهتها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" -في بيان- إن عشرات الآلاف من الأشخاص المحاصرين في الجانب الغربي لمدينة الموصل يعرضون حياتهم للخطر أثناء محاولتهم الفرار من المدينة مع استمرار العمليات العسكرية والقصف.

ونقلت المنظمة شهادات لأطباء أجانب قالوا فيها إن ما يشاهدونه في الموصل هو الأصعبُ طوال مسيرتهم المهنية، وإنهم يتعاملون مع أنواع مختلفة من الإصابات بما فيها الناتجة عن القنص وقذائف الهاون والغارات الجوية والألغام الأرضية، وغيرها.

جريح عراقي يُنقل إلى مستشفى ميداني في الموصل (رويترز)
جريح عراقي يُنقل إلى مستشفى ميداني في الموصل (رويترز)

مئات آلاف العالقين
من جهته، أعلن ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق برونو جيدا اليوم الخميس أن نحو أربعمئة ألف شخص لا يزالون عالقين في البلدة القديمة من مدينة الموصل في ظروف تشبه الحصار.

وقال المسؤول الأممي في اتصال هاتفي من العراق مع صحفيين في جنيف إن نحو ستمئة ألف شخص لا يزالون في المناطق التي لم تسيطر عليها القوات العراقية في الجانب الغربي من الموصل، بينهم أربعمئة ألف في المدينة القديمة، مضيفا أنهم بحاجة ماسة إلى الغذاء وهم في حالة خوف شديد.

وأضاف أن الكثير من المدنيين يخشون الهرب بسبب قناصة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن نحو 157 ألفا وصلوا إلى مركز مؤقت منذ بدأت الحكومة العراقية هجومها على غرب الموصل قبل أكثر من شهر.

واعتبر جيدا أن "الأسوأ لم يأت بعد، لأن وجود أربعمئة ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس تلك، ربما يؤدي حتما إلى تفجر الوضع في مكان ما وفي وقت ما، لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد على نطاق هائل".

وأدت المعارك التي تشهدها مدينة الموصل منذ 19 فبراير/شباط الماضي إلى نزوح أكثر من 180 ألف شخص من سكان المدينة، لجأ 111 ألفا منهم إلى مخيمات للنازحين، في حين توجه آلاف آخرون إلى منازل أقرباء لهم، وفقا لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات