المفاوضات السورية غير المباشرة تنطلق بجنيف

UN Special Envoy for Syria Staffan de Mistura arrives for a meeting of Intra-Syria peace talks with Syrian government delegation at Palais des Nations in Geneva, Switzerland February 28, 2017. REUTERS/Xu Jinquan/Pool
دي ميستورا عند وصوله للقاء وفد النظام السوري بجنيف يوم 28 فبراير/شباط الماضي (رويترز)

تنطلق في جنيف اليوم الخميس أعمال المفاوضات غير المباشرة بين أطراف الأزمة السورية في جولتها الخامسة.

وقد أفاد مصدر في الأمم المتحدة لمراسل الجزيرة في جنيف بأن رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، سيلتقي الوفود المشاركة في الجولة الجديدة بمقار إقامتهم.

وقد بدأ رمزي لقاءه بوفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري في مقر إقامته بجنيف، ومن المقرر أن يلتقي بوفد المعارضة السورية في وقت لاحق من اليوم.

وسيلتقي وفدا النظام والمعارضة بصورة منفصلة مع المبعوث الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا يوم الجمعة في مقر الأمم المتحدة في سياق المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف، وذلك بعد عودة المبعوث الخاص إلى سوريا من أنقرة التي يلتقي فيها عددا من المسؤولين الأتراك.

وذكر مراسل الجزيرة في جنيف معن الخضر أن المعارضة السورية تريد أن تتحدث بصفة مباشرة مع وفد النظام، مشيرا إلى أنها تريد من خلال هذا الطلب استثمار الوقت وعدم إضاعته في الجولات المستمرة.

وأوضح خضر أن وفد النظام حتى الآن لم يدل بأية تصريحات ولم يوضح رأيه أو أهدافه، لافتا إلى تقدّم المعارضة ميدانيا في ريفي حماة ودمشق، على عكس الجولات الماضية التي يكون فيها النظام متقدما على الأرض.

وأكد مراسل الجزيرة أن المعارضة السورية لديها هدف رئيسي وهو المفاوضات المباشرة وتحقيق انتقال سياسي.

وكان المتحدث باسم وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات سالم المسلط، قد أكد أنهم كوفد للمعارضة يصرون على عقد مفاوضات مباشرة مع النظام توفيرا للوقت، مضيفا في مؤتمر صحفي عقده أمام مقر إقامة وفد المعارضة في جنيف، أنهم حضروا للمشاركة بكل جدية.

‪المسلط: حضرنا للمشاركة بكل جدية‬ (الجزيرة)
‪المسلط: حضرنا للمشاركة بكل جدية‬ (الجزيرة)

نقاط ومفاوضات
وتابع "هناك نقاط كثيرة نود طرحها، كما نريد معرفة موقف الأمم المتحدة من التطورات التي ينفذها النظام السوري والمليشيات الداعمة له وتنظيم حزب الله اللبناني، على الأرض".

وعن المواضيع التي ستناقشها الجولة الحالية من المفاوضات، أفاد المسلط أن "دي ميستورا في زيارته الأخيرة قبل أيام إلى الرياض، تحدث عن البدء بمناقشة الانتقال السياسي".

وأشار إلى أن وفد المعارضة وافق على مناقشة القرار الأممي رقم 2254 بـ"التراتب، وليس بالتوازي". وقال: إن "الأهم والأولوية هو الانتقال السياسي، وأيضا لا يمكن مناقشة كتابة الدستور، بل إعلان دستوري".

وانتهت جولة المفاوضات الأخيرة في الثالث من الشهر الحالي بإعلان دي ميستورا الاتفاق للمرة الأولى على جدول أعمال "طموح" من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها "في شكل متواز"، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

وأضيف البند الأخير بطلب من دمشق التي تصر على أن مكافحة الإرهاب هي المدخل الوحيد لتسوية النزاع الذي تسبب منذ انطلاقه قبل ست سنوات في مقتل أكثر من 320 ألف شخص.

وتتمسك المعارضة بمطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، فيما تعتبر دمشق أن المسألة غير مطروحة للنقاش أساسا.

تصعيد ميداني
ويزيد التصعيد الميداني الذي تشهده جبهات عدة خصوصا في دمشق ومحافظة حماة (وسط)، من التعقيدات التي تحيط أساسا بالمفاوضات.

وتدور منذ الأحد معارك تعد الأكثر عنفا منذ عامين في شرق دمشق، إثر شن فصائل مقاتلة أبرزها هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن هجوما مباغتا على مواقع قوات النظام.

ويقول الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط يزيد صايغ لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه الهجمات هي على الأرجح مجرد شكل من "التفاوض بالنار" في وقت يسعى فيه النظام إلى إخضاع المعارضة عبر ما يسمى باتفاقات المصالحة التي يعقدها تدريجيا في محيط العاصمة.

ويضيف "ربما تكون أيضا وسيلة لدعم هامش المناورة لدى المعارضة في ظل الدبلوماسية المعقدة المحيطة بمحادثات جنيف"، لافتا في الوقت ذاته إلى "افتقار الفصائل للقدرة على مواصلة هذا الهجوم في دمشق وكذلك تحقيق مكاسب إستراتيجية".

ويعتبر صايغ أن "مفاوضات جنيف أشبه ببديل في الوقت الضائع"، معتقدا أن جنيف لم تكن أبدا المكان الذي سيجري التوصل فيه إلى اتفاق، ولن تكون كذلك".

المصدر : الجزيرة + وكالات