الجزيرة تتكلم الصينية

الجزيرة نت باللغة الصينية

بمناسبة الذكرى الـ17 لإطلاق موقعها الإلكتروني الجزيرة نت، تستعد شبكة الجزيرة الإعلامية في عامها الثاني والعشرين لإطلاق خدماتها باللغة الصينية، فاتحة لمشروع توسعة متعدد اللغات استكمالا لدورها الريادي في تطوير رسالتها الإعلامية، وانسجاما مع رؤيتها باعتبارها خدمة إعلامية عربية الانتماء وعالمية التوجه.

يأتي ذلك سعيا منها لأن تكون جسرا بين الشعوب والثقافات يعزز حق الإنسان في المعرفة وقيم التسامح واحترام الحريات والحقوق، ومنبرا تعددياً ينشد الحقيقة ويلتزم المبادئ المهنية في إطار مؤسسي. وسيكون الموقع الجديد أول موقع عربي يطلق خدماته باللغة الصينية، ويخاطب نحو 1.5 مليار صيني بلغتهم الأم.
 
وتجيء هذه الخطوة بعد أكثر من عقد ونصف العقد على افتتاح شبكة الجزيرة مكتبها في العاصمة الصينية بكين دأب خلالها على تعريف المشاهد العربي بالشأن الصيني من خلال عين عربية تعي الثقافة الصينية وتتابع تطورات التجربة الصينية والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنقلها إلى المشاهد العربي بكل مهنية.

وتأتي الخطوة كذلك بعد تجربة استغرقت أكثر من عام بإطلاق صفحات عدة للجزيرة على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي باللغة الصينية تكللت بالنجاح من خلال مئات الآلاف من المتابعين والمتفاعلين سواء على موقع "وي بو" البديل الصيني لتويتر أو على منصة "مياو باي" للفيديوهات، وكذلك للتقارير المطولة على موقع "ويتشات".
 
وأوضح مدير القطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الدكتور ياسر بشر أن إطلاق هذه الخدمة يأتي في سياق تطوير المنصات والوسائط الرقمية للجزيرة والذهاب بالخدمة إلى الجمهور مباشرة.

وأضاف أن الجزيرة إذ تدخل الصين من أبوابها إنما تريد أن تقدم للصينيين الثقافة العربية ورؤية العرب لمشاكل العالم من الزاوية الصحيحة.

أما مدير موقع الجزيرة نت محمد المختار الخليل فقال إن هذه الخطوة كان يهيأ لها منذ فترة، وكان الدكتور عزت شحرور يهيئ لها وكأنه يسابق الزمن لإطلاقها قبل وفاته.

وأضاف أن الموقع سيهتم بتقديم الأخبار التي تهم المنطقة إلى الصينيين بمعايير الجزيرة، وسيكون للشأن الصيني المحلي مساحة معتبرة فيه، وقال إن هذه التجربة بداية وسيليها خلال أيام إطلاق موقع الجزيرة نت بالإندونيسية الذي تأخر عن الصينية بسبب بعض الإجراءات القانونية، وبناء على تقييم التجربتين فسيتم إطلاق مواقع أخرى قريبا إن شاء الله.

والجزيرة إذ تطلق هذه الخدمة الجديدة لمتابعيها الصينيين، فإنها لا تستهدف الربح المادي أو الدخول في منافسة مع نظيراتها المحلية أو الدولية، بل تؤكد على رسالتها الإعلامية ودورها المهني وتتمسك بمبادئها المعروفة في معالجتها الإخبارية الملتزمة بالدقة والموضوعية لسد فراغ إعلامي عربي واضح في بلد كبير بحجم الصين تربطه علاقات ثقافية وحضارية وتاريخية بالعالم العربي ويستحوذ على نحو سبعمئة مليون متصفح إنترنت.

وهذه الخدمة تأتي في وقت يشكو فيه الشباب الصينيون من شحّ واضح في المعلومات حول ما يدور في المنطقة العربية من تغيرات وتحولات جذرية ومتسارعة يتابعها الصينيون من خلال طرف ثالث أو من خلال إعلامه الرسمي المحافظ، مما أدى إلى بروز إرهاصات تحولات سلبية واضحة تجاه العرب وقضاياهم لدى شريحة واسعة من الصينيين وشريحة الشباب خاصة.

المصدر : الجزيرة