حكومة الوفاق وحماس تتبادلان الاتهام بتعطيل المصالحة

حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني قالت إن تصريحات حماس تمثل تراجعا واضحا عن المصالحة وتنسف جميع الجهود الرامية لإنهاء الانقسام.
طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حكومة الوفاق الفلسطينية بالقيام بمسؤولياتها تجاه قطاع غزة، وفي مقدمتها رفع العقوبات، أو تقديم استقالتها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. في المقابل قالت حكومة الوفاق إن تصريحات حماس تمثل تراجعا واضحا عن المصالحة الوطنية وتنسف جميع الجهود الرامية لإنهاء الانقسام.

وقالت حركة حماس في بيان لها إن حكومة الحمد الله تسلمت كل مسؤولياتها في الوزارات بشكل كامل في غزة، ومع ذلك لم تبذل أي جهد للتخفيف عن القطاع، بل استمرت في فرض "العقوبات الظالمة على أهلنا".

وأشار بيان حماس إلى أن حكومة الحمد لله فشلت فشلا ذريعا في مسار إنهاء الانقسام وتطبيق الاتفاقات المعقودة في القاهرة.

والمقصود بالعقوبات امتناع السلطة الوطنية الفلسطينية عن تسديد فاتورة الكهرباء الخاصة بالقطاع، وإحالة آلاف الموظفين في غزة إلى التقاعد وتقليص 30% من رواتب الموظفين العاملين.

وقال القيادي في حماس طاهر النونو إن حركته تريد إنقاذ المصالحة، وإزالة كل العقبات التي قد تخلق توترات في مسارها، مضيفا أن الحركة كانت تتوقع أن تقف حكومة الوفاق على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

وتابع النونو في تصريح للجزيرة "لكن بعد وصول الوفد الأمني المصري لغزة، فوجئنا بإجراءات وخطوات وقرارات لحكومة الوفاق هي خارج التوافقات الوطنية، وتعمل على تدمير الخطوات التي جرت في المرحلة السابقة من المصالحة".

undefined

تصريحات متناقضة
في المقابل، وصفت حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله تصريحات حركة حماس في بيانها الأخير اليوم بأنها غير مسؤولة و"متناقضة مع المسؤولية الوطنية، وفيها الكثير من التضليل والتنصل من المسؤولية".

وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي إن تصريحات حماس "تراجع واضح عن المصالحة الوطنية"، وهي "تنسف جميع الجهود الرامية لإنهاء الانقسام"، مضيفا أن الحكومة تستهجن هذه الحملة المفاجئة من حماس.

وقال الناطق باسم حركة التحرير الفلسطيني (فتح) أسامة القواسمي إن تسرع حركة حماس بإصدار مواقف متناقضة توتر الوضع وتوجه الاتهامات لا يحل المشاكل ولا يخدم حماس ولا القضية الفلسطينية، خاصة أن قنوات الاتصال مفتوحة بين فتح وحماس.

وشدد القواسمي في نشرة سابقة للجزيرة على أن المشكلة الأساسية هي عدم تمكين حكومة الوفاق من العمل في غزة على جميع المستويات الإدارية والمالية والأمنية، غير أن القيادي الفتحاوي قال إن آفاق المصالحة ما تزال قائمة، مؤكدا أن المصالحة بحاجة إلى إرادة وعزيمة للتغلب على الصعاب، لا سيما أن جهات عديدة لا ترغب في نجاح المصالحة وعلى رأسها إسرائيل.

محادثات القاهرة
وفي سياق متصل، وصل إلى القاهرة وفدان من حركتي فتح وحماس تلبية لدعوة مفاجئة من المخابرات المصرية التي ترعى المصالحة بين الجانبين. ويرأس وفد فتح مسؤول ملف المصالحة عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد، في حين يرأس وفد حماس قائدها بغزة يحيى السنوار.

وجاءت هذه الدعوة في وقت يوجد فيه وفد أمني مصري رفيع المستوى في قطاع غزة منذ الاثنين الماضي. وقد أرجأ الجانبان الخميس الماضي إتمام عملية تسلم حكومة الوفاق كامل المسؤولية في القطاع من 1 إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

المصدر : الجزيرة