مقدمات لتحول إماراتي سعودي نحو حزب "الإصلاح" اليمني

وصف حزب التجمع اليمني للإصلاح لقاء قادته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الرياض أمس بالإيجابي والمثمر، كما أشاد بدور التحالف العربي في اليمن. ويأتي اللقاء فيما قد يكون مقدمة لتحول في علاقة الرياض وأبو ظبي بالحزب المحسوب على الإخوان المسلمين، والذي تم تغييبه عن المشهد في اليمن عسكريا وسياسيا منذ إطلاق عملية عاصفة الحزم في مارس/آذار 2015.

وفي تصريحات نشرها موقع حزب الإصلاح اليوم الخميس، قال رئيس الحزب محمد اليدومي إن اللقاء الذي جمعه وقياديين آخرين بولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي، يؤكد حرص السعودية والإمارات على أمن اليمن واستقراره.

وأشاد اليدومي بالتحالف العربي وبدوره في دعم الشرعية لاستعادة الدولة اليمنية، حتى يظل اليمن داخل نطاقه الإقليمي والقومي ومنع المشروع الإيراني من مد نفوذه إليه، بحسب ما جاء في تصريحاته.

كما قال إن علاقة التجمع اليمني للإصلاح بالسعودية والإمارات هي امتداد للعلاقة الأخوية بين الأشقاء في دول الخليج وبين الجمهورية اليمنية.

ويعتبر هذا اللقاء -الذي جمع أمس في الرياض ابن سلمان وابن زايد معا برئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي- غير مسبوق، رغم أن ولي العهد السعودي كان التقى منفردا رئيس الحزب اليمني في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالرياض أيضا.

إستراتيجية جديدة؟
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال لقاء أمس استعراض مستجدات الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها وفق ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني. وفي اجتماع منفصل التقى ولي العهد السعودي بولي عهد أبو ظبي، وبحثا جهود دحر الحوثيين، وفق الوكالة السعودية.

ويأتي هذا التطور في تعامل السعودية والإمارات مع حزب الإصلاح اليمني بعد المواجهات التي شهدتها صنعاء مطلع الشهر الجاري، وانتهت بقتل مليشيا الحوثي الرئيسَ السابق علي عبد الله صالح وإخماد ما وُصف بأنه انتفاضة على الحوثيين. واعتُبر مقتل صالح وهزيمة القوات الموالية له في صنعاء "نكسة" للتحالف الإماراتي السعودي، وفق محللين.

ولا يعرف ما إذا كان اللقاء ينبئ بتحول جذري في إستراتيجية السعودية والإمارات باليمن، ولكنه ربما يشير إلى سعي البلدين لحشد دعم أطراف يمنية أساسية، بعد فشل الرهان على "انتفاضة" صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام على الحوثيين، ولمحاولة الخروج من حالة الجمود العسكري والسياسي التي زادت سوءا مؤخرا بتثبيت سيطرة الحوثيين.

وخلال الفترة الماضية، شنت قوات مدعومة من الإمارات حملة اعتقالات طالت كوادر في الحزب بمحافظة عدن (جنوب)، كما تعرضت مقرات للحزب للاقتحام والحرق، وشهدت عدن ومحافظات جنوبية أخرى عمليات اغتيال استهدفت خطباء محسوبين على حزب الإصلاح.

ويتهم سياسيون الإمارات -التي تمسك بزمام الأمور العسكرية في مدن جنوب اليمن- بالحيلولة دون تحرير محافظة تعز بشكل كامل خشية سيطرة حزب الإصلاح عليها، والسعي لدعم فصائل سلفية أخرى تكن العداء لحزب الإصلاح، كما هو حاصل في محافظات عدن وشبوة وحضرموت.

يذكر أن حزب الإصلاح هو من أكبر الأحزاب المعارضة في اليمن، وتأسس بعد الوحدة بين شطري البلاد في 13 سبتمبر/أيلول 1990، بصفته تجمعا سياسيا ذا خلفية إسلامية، وامتدادا لفكر جماعة الإخوان المسلمين.

المصدر : الجزيرة