النظام يصعد بحماة ويحشد لمعركة إدلب

الطيران الروسي شن غارات على بلدات بريف حماة الشرقي
الدخان يتصاعد من المناطق التي قصفها الطيران الروسي بريف حماة الشرقي (الجزيرة)

صعدت قوات النظام السوري مدعومة بالطائرات الروسية والمليشيات الموالية لها حملتها على قوات المعارضة في محافظة حماة، وتقدمت باتجاه الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط مخاوف من تحولها إلى ساحة قتال دامية. 

وأفادت المعارضة المسلحة وشهود عيان بأن عشرات الغارات الجوية، التي يُعتقد بأنها لطائرات روسية، استهدفت خلال الـ48 ساعة الماضية قرى وبلدات تسيطر عليها المعارضة في ريف حماة الشمالي الشرقي والمنطقة الجنوبية من محافظة إدلب.

وقالت هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش السوري الحر التي تسيطر على تلك المناطق إنها أرسلت تعزيزات لاسترداد سلسلة من القرى في ريف حماة الشمالي الشرقي قرب بلد الرهجان التي أعلنت قوات النظام في وقت سابق السيطرة عليها في قتال عنيف.

وأوضحت قوات النظام أنها سيطرت على قرى: أم تريكة، وأم حزيم، وبليل، وتلة رجم الأحمر، وأجبر قوات المعارضة على الفرار إلى مناطق قريبة من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.

يذكر أن قوات النظام فقدت محافظة إدلب -ذات الموقع الإستراتيجي- أمام قوات المعارضة عندما سقطت عاصمة المحافظة في يد المعارضة عام 2015، ومنذ ذلك الوقت أصبحت إدلب المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة بالكامل.

والهدف الأول للجيش السوري هو استعادة مطار أبو الظهور العسكري، وهو من أكبر المطارات في شمال البلاد، الذي سقط في يد قوات المعارضة عام 2015. وقال مصدر للمعارضة إن المطار تعرض لقصف شديد  أمس الأحد.

 
 

حصار إدلب
وقال العقيد مصطفى بكور، وهو من قادة "جيش العزة"، إن تحركات "النظام السوري تهدف إلى محاصرة محافظة إدلب بمساعدة الفصائل الشيعية التي تقاتل معه".

على الجانب الآخر، قالت مصادر مقربة من النظام مساء أمس إن قوات النظام السوري والمليشيات الموالية هاجمت مواقع فصائل المعارضة السورية على الأطراف الجنوبية الشرقية لمحافظة إدلب.

وأوضح أن قوات النظام هاجمت ظهر أمس مواقع مسلحي جبهة تحرير الشام في بلدتي أم تركية والظافرية على أطراف محافظة إدلب.

واستدرك المصدر قائلا إن قوات النظام لم تتمكن من بسط سيطرتها على القريتين المذكورتين، وأن معارك ضارية تدور مع مسلحي هيئة تحرير الشام، "الذين أقاموا تحصينات كثيرة على مداخل القريتين".
  
وذكر أن مقاتلي هيئة تحرير الشام اعتمدوا في صد الهجوم على الغزارة النارية والسيارات المفخخة، مما تسبب في وقوع العديد من الضحايا بين قوات النظام.
  
وأفاد المصدر المقرب من قوات النظام بوصول التعزيزات العسكرية المقررة إلى هذه الجبهة. في إشارة منه إلى ما يتم تداوله عن سحب قوات النظام من دير الزور إلى حماة.
  
وفي هذا السياق، أكدت مصادر إعلامية مقربة من النظام أن التحضيرات جارية لنقل مئات الجنود والعربات من ريف دير الزور، بقيادة العميد سهيل حسن المعروف باسم "النمر"، لقيادة العمليات العسكرية للقوات الحكومية في ريف حماة. 

يذكر أن هيئة تحرير الشام التي في سوريا هي قوة المعارضة المسلحة الرئيسية في المحافظة، مما أثار مخاوف المدنيين وقوات المعارضة على حد سواء من أن روسيا وقوات النظام وحلفاؤه سيحولونها قريبا إلى ساحة قتال رئيسية.

المصدر : وكالات