واشنطن ترفض تجديد الترخيص لمكتب منظمة التحرير

U.S. President Donald Trump meets with Palestinian President Mahmoud Abbas during the U.N. General Assembly in New York, U.S., September 20, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque
ترمب (يمين) أثناء استقباله الرئيس عباس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي (رويترز)

سلمت الإدارة الأميركية مكتب منظمة التحرير الفلسطينية رسالة بعدم تجديد ترخيص المكتب في واشنطن، بينما أكد مصدر بمجلس الأمن القومي الأميركي للجزيرة أنه لن يجدد ترخيص عمل المكتب، وجاء ذلك مع انتهاء الترخيص الذي يجدد كل ستة أشهر انتهت اليوم.

وأضاف المصدر أن الإدارة الأميركية تأمل أن يكون إغلاق المكتب لفترة قصيرة، مؤكدا أن الإدارة بهذه الخطوة لا تقطع علاقاتها مع منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية، وأن تركيز الإدارة سيبقى منصبا على التوصل لاتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقالت مصادر للجزيرة إن الخارجية الأميركية أبلغت السلطة الفلسطينية بأنها لا تنوي التوقيع على إذن السماح لمكتب التمثيل في واشنطن بمواصلة عمله ما لم تستأنف المفاوضات السلمية مع إسرائيل وتتوقف السلطة عن ملاحقة مسؤولين إسرائيليين لمقاضاتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.

من جهتها، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن استغرابها الشديد مما يدور من حديث عن نوايا أميركية لإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية إن أي تحرك أميركي لإغلاق المكتب التمثيلي للمنظمة يمثل خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الأميركية الفلسطينية الأمر الذي يترتب عليه عواقب خطيرة على عملية السلام.

وأضاف في بيان صحفي أن هذه الخطوة تمثل ضربة لجهود صنع السلام ومكافأة لإسرائيل، التي تعمل على عرقة الجهود الأميركية من خلال إمعانها في سياسة الاستيطان ورفضها قبول مبدأ حل الدولتين.

عريقات: هذا الإجراء ينهي دور الولايات المتحدة وسيطا في عملية السلام (الجزيرة)
عريقات: هذا الإجراء ينهي دور الولايات المتحدة وسيطا في عملية السلام (الجزيرة)

تعليق الاتصالات
من جهته، أوضح أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي يتعافى في واشنطن أن القيادة الفلسطينية أبلغت الإدارة الأميركية رفضها القاطع لهذا الإجراء وأنها ستعلق كافة الاتصالات إن تم تنفيذه بالفعل.

وأضاف عريقات في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن إجراء كهذا سوف ينهي دور الولايات المتحدة وسيطا في العملية السلمية.

وسبق أن صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن السلطة الفلسطينية لن تقبل أي ابتزاز أو ضغوط، سواء فيما يتعلق بمكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أو بمفاوضات السلام.

ويحظر القانون على الحكومة الأميركية التجديد للمكتب إلا بشروط بينها عدم قيام السلطة الفلسطينية بملاحقة مسؤولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

واستندت الخارجية في قرارها إلى تصريحات لمسؤولين فلسطينيين تعهدوا فيها بملاحقة إسرائيل أمام المحكمة بسبب جرائمها ضد المدنيين الفلسطينيين.

ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون في مكتب المنظمة بعد غد الاثنين بمسؤولين في الخارجية للتباحث حول القرار، وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة تجدد تصريح عمل المكتب كل ستة أشهر منذ بداية الثمانينيات.

خطة سلام
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية ذكرت أن الولايات المتحدة تعمل على وضع خطة نهائية، تقضي بإحلال سلام دائم بين الفلسطينيين وإسرائيل، في أعقاب التحول الذي طرأ في العلاقات العربية الإسرائيلية بقيادة السعودية.

وأضافت الصحيفة أن واشنطن "مفعمة بالأمل" بنجاح الخطة التي يُعدها غاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي الذي مكث أربعة أيام الشهر الماضي في السعودية قبل أن يتوجه إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتابعت الصحيفة أنه رغم الشكوك التي تثار بشأن فرص نجاحها، تقول الصحيفة إن المحللين يرون أن الرئيس دونالد ترمب اختار لطرح خطته وقتا مناسبا للغاية، حيث تتقاطع فيه المصالح الإسرائيلية والعربية بشكل يسمح بإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

وقالت وسائل إعلام غربية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اقترح أثناء لقائه عباس قبول خطة السلام الجديدة أو التنحي عن منصبه.

المصدر : الجزيرة + وكالات