الحصار يفتك بأطفال الغوطة وناشطون يدعون لإنقاذهم
قال مراسل الجزيرة إن طفلة توفيت في الغوطة الشرقية بريف دمشق بسبب سوء التغذية الحاد، وهي الحالة الثالثة خلال أربعة أيام، في حين أطلق ناشطون حملة إعلامية واسعة للمطالبة بفك حصار قوات النظام السوري للغوطة.
وأوضح مراسل الجزيرة أن الطفلة التي توفيت تبلغ من العمر ثلاثين يوما، وقد عانت من سوء تغذية حاد وإنتانات معوية ولم يتوفر علاج لها بسبب الحصار التي تفرضه قوات النظام على الغوطة منذ عام 2013.
ونقل المراسل عن مصادر طبية قولها إن حياة العشرات من الأطفال مهددة بالموت إذا لم يصل العلاج المناسب إليهم بسبب الحصار.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أيضا عن أطباء في مستشفى دار الشفاء ومركز الحكيم في بلدة حمورية بالغوطة قولهم إنهم يعاينون يوميا عشرات حالات سوء التغذية بين الأطفال خصوصا في الأشهر الأخيرة.
ورصدت الوكالة حالة الرضع والأطفال الذين قالت إن أجسادهم أصبحت أشبه بهياكل عظمية ووجوههم شاحبة. وقالت إن الرضيعة سحر ضفدع توفيت في حمورية اليوم الأحد بعد ساعات من وفاة طفل آخر أمس السبت في بلدة مديرا.
وقالت الوكالة إن مصورها شاهد والد الرضيعة سحر وهو يحملها إلى المدفن صباح اليوم، في حين سارت خلفه زوجته المنهارة وعدد من الأقارب.
آلاف الحالات
وقال الدكتور يحيى أبو يحيى من مركز الحكيم إن فروع المركز وعددها 11 في الغوطة الشرقية "استقبلت في الأشهر الثلاثة الأخيرة 9700 طفل يعاني ثمانون منهم تقريبا من سوء تغذية حاد شديد، ومئتان من سوء تغذية حاد متوسط".
وأوضح أن "أربعة آلاف طفل آخرين يعانون من درجات مختلفة من الحاجة إلى المغذيات الدقيقة"، مضيفا "هذا مؤشر خطير جدا وكبير".
في غضون ذلك، أطلق ناشطون وصحفيون سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "الأسد يحاصر الغوطة" لتسليط الضوء على معاناة أهالي الغوطة وتداعيات اشتداد الحصار عليهم.
ونقلت وكالة مسار برس عن المسؤول الإعلامي عن الحملة فراس العبد الله قوله إن الغوطة الشرقية لا تزال تعاني من حصار شديد رغم اتفاق خفض التصعيد الذي مضى على توقيعه ثلاثة أشهر، إذ يفترض أن يؤدي الاتفاق إلى فتح الطرق للتجارة والسماح بوصول المساعدات إلى الغوطة.
وأضاف العبد الله أن نظام بشار الأسد لم يفتح أي معبر ولا يزال يحاصر أكثر من 350 ألف مدني ويمنع عنهم الغذاء والدواء وأساسيات العيش، مشيرا إلى أن الفترة الحالية هي الأصعب منذ بداية الحصار.
وقال إن القصف على بلدات الغوطة الشرقية لم يتوقف، ولا تزال قوات الأسد تحاول اقتحامها، معتبرا اتفاق خفض التصعيد مجرد "حبر على ورق".
والغوطة الشرقية هي إحدى أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التصعيد في سوريا الذي جرى التوصل إليه في محادثات أستانا.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن آخر قافلة إنسانية تتضمن مساعدات غذائية وطبية ومستلزمات أخرى دخلت إلى ثلاث بلدات فقط في الغوطة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد دخول قافلة مماثلة في يونيو/حزيران الماضي.