هجوم غربي على روسيا وسفيرها يستبعد السلام بسوريا

هاجمت قوى غربية ومنظمات دولية "الأفعال الوحشية" لموسكو في حلب خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الأحد بشأن تصعيد القتال في المدينة، بينما استبعد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة تحقيق السلام في سوريا.

وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التدمير الواقع في حلب يعتبر جريمة حرب، وأضاف للجزيرة أن الأمين العام دعا أعضاء مجلس الأمن لإحالة ما يحدث في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية.

وفي وقت سابق، قال بان كي مون للصحفيين إن قصف حلب بالقنابل الخارقة للتحصينات يدفع العنف في سوريا إلى مستويات جديدة من الوحشية.

وأضاف أن التصعيد العسكري في المدينة أصابه بالفزع، لأن "القنابل الخارقة للتحصينات تودي بحياة الناس العاديين الباحثين عن أي ملاذ أخير للسلامة".

عمل وحشي
من جانبها قالت سفيرة الولايات المتحدة سامنثا باور إن موسكو "تدعم نظاما قاتلا وتتمادى في الاستفادة" من كونها تتمتع بالفيتو في مجلس الأمن، وأضافت أن ما تفعله روسيا ليس مكافحة للإرهاب بل هو وحشية.

كذلك ندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر بـ"جرائم حرب ترتكب في حلب"، داعيا "ألا تبقى من دون عقاب". واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري في سوريا واستخدام المفاوضات "للتمويه".

وذكر مندوب بريطانيا في المجلس ماتيو رايكروفت أنّ نظام بشار الأسد وبدعم من روسيا قتل من السوريين أكثر مما قُتل على يد جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وتنظيم الدولة.

وأدان الاتحاد الأوروبي مجازر حلب، كما أعربت العديد من المنظمات الإنسانية والإغاثية عن صدمتها إزاء الوضع في المدينة.

في المقابل، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن تحقيق السلام في سوريا بات مهمة شبه مستحيلة.

وزعم أن أكثر من مئتي ألف شخص سجناء في حلب لدى جبهة النصرة وغيرها "من الذين يستخدمون النساء والأطفال دروعا بشرية"، وأضاف أن قوات النظام لا تطلق النار إلاّ عند استهدافها، وأنها تنفذ غارات جوية لإخراج المتمردين من المدينة.

أما مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري فقال إن بلاده لن تنكسر، وأضاف أن نظام الأسد سيستعيد السيطرة على كامل حلب.

وشدد الجعفري على أن أي حل سياسي في سوريا لا يمكن أن ينجح إلا من خلال "جهود مكثفة لمحاربة الإرهاب".

مئات القتلى
وكان مجلس الأمن الدولي عقد الأحد جلسة طارئة لبحث تصعيد القتال في حلب بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وتسعى الدول الثلاث لوقف القصف الجوي الذي يشنه الطيران الروسي والسوري على الأحياء الشرقية من حلب، والواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.

وأفادت مصادر إغاثية وصحفية أن القصف الروسي والسوري خلف أكثر من أربعمئة قتيل وأكثر من 1300 جريح خلال الأيام الستة الماضية.

وأفاد سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن "صواريخ جديدة" تسقط على حلب وتتسبب فيما يشبه "الهزة الأرضية".

وتُحدِث الصواريخ لدى سقوطها تأثيرا مدمرا، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وتدمر الملاجئ التي يستخدمها السكان مآوي لتفادي الضربات.

المصدر : الجزيرة + وكالات