الحجاج يقفون بعرفات والخطيب يدعو للتضامن والحوار

Muslim pilgrims leave after they finished their prayers at Namira Mosque in Arafat during the annual haj pilgrimage, outside the holy city of Mecca, Saudi Arabia September 11, 2016. REUTERS/Ahmed Jadallah
الحجاج يغادرون مسجد نمرة بعد أن أدوا صلاتي الظهر والعصر (رويترز)

وقف نحو مليوني حاج على صعيد عرفات اليوم الأحد لأداء ركن الحج الأعظم، واستمعوا -قبل أداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا- إلى خطبة عرفة التي ألقاها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس.

وحذر السديس في خطبته بمسجد نمرة من "تكدير صفو شعائر الحج"، وقال إن "أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية".

وخاطب السديس قادة الأمة الإسلامية وشعوبها، قائلا إن الظروف الصعبة التي تمرّ بها الأمة اليوم تلزمهم التضامن وتنسيق المواقف لحل قضاياها، "وعلى رأسها قضية فلسطين ومأساة إخواننا في بلاد الشام والعراق واليمن وغيرها".

كما دعا إلى "الحوار والتناصح بالخير"، وحث قادة المسلمين على "معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والإنصاف ورفع الظلم عن المظلومين".

وبهذه الخطبة أصبح السديس أول خطيب لعرفة خلفا لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي اعتذر لظروف صحية، وهو الذي انفرد بإلقاء هذه الخطبة على مدى 35 عاما منذ تعيينه خطيبا لمسجد نمرة.

وقد تجاوز عدد الحجاج هذا العام 1.85 مليون حاج، منهم 1.23 مليون من خارج السعودية، بحسب أرقام هيئة الإحصاء السعودية حتى مساء أمس السبت.

خطوات جديدة
واعتمدت وزارة الحج السعودية هذا العام عددا من الخطوات والإجراءات للمرة الأولى، من أبرزها تطبيق مشروع "السوار الإلكتروني" للحجاج لأول مرة، للتعرف عليهم بسرعة وقراءة بياناتهم إلكترونيا، ولا سيما غير المتحدثين بالعربية منهم.

وتطبق الوزارة هذا العام مناهج جديدة في برامج تفويج الحجاج، لتسهيل حركتهم وتمكينهم من أداء المناسك بشكل آمن. وتأخذ هذه المناهج في الاعتبار حركة الحشود وحتمية الالتزام بالجداول الزمنية ومواقع مخيمات الحجاج وبوابات الخروج. كما تعتمد خطة التفويج على نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات لرصد حركة الحشود وتحليل القراءات الميدانية.

وعلى الصعيد الصحي، نشرت وزارة الصحة السعودية أكثر من 150 فرقة طبية ميدانية تابعة لإدارة الطوارئ الصحية بالمشاعر المقدسة. وتقوم الفرق بالتجول بين الحجاج في مواقع مختلفة في المشاعر المقدسة لتقديم الخدمات الصحية، كما تتولى توجيه الحجاج إلى المراكز الصحية القريبة.

وهيأت وزارة الصحة 25 مستشفى لتقديم الخدمات الصحية في مناطق الحج سعتها خمسة آلاف سرير. وإلى جانب المستشفيات يوجد 158 مركزا صحيا دائما وموسميا في مناطق الحج للمشاركة في خدمة الحجيج.

ومع غروب شمس اليوم، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة حيث يصلّون المغرب والعشاء، ويقفون فيها حتى فجر غد العاشر من ذي الحجة.

المصدر : الجزيرة + وكالات