المعارضة تكسر حصار النظام للأحياء الشرقية بحلب

قالت فصائل المعارضة السورية المسلحة إنها فكت الحصار الذي كانت تفرضه قوات النظام على الأحياء الشرقية من حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأكدت استعدادها للتقدم باتجاه مناطق أخرى في المدينة، ضمن معركة قد تكون ذات تأثير مهم على مستقبل الوضع الميداني في سوريا.

وأعلن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أن مسلحي المعارضة تمكنوا من فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ ثلاثة أسابيع على الأحياء الشرقية من حلب، وقال تحالف جيش الفتح الذي يضم فصائل للمعارضة المسلحة إنه سيطر على حي الراموسة بالكامل وفتح الطريق إلى مدينة حلب، وأكد التقاء عناصر المعارضة من خارج المدينة مع رفاقهم داخلها.

وبسيطرة الفصائل المسلحة على حي الراموسة المحاذي للثكنات العسكرية لقوات النظام، تكون هذه الفصائل قد فتحت عمليا طريق إمداد نحو الأحياء التي تسيطر عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطعت طريق الإمداد بالكامل إلى الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام.

وحصلت الجزيرة في وقت سابق على صور خاصة من داخل كلية المدفعية، تظهر آليات ومقاتلين من جبهة فتح الشام أثناء سيطرتهم على مواقع قوات النظام السوري داخل الكلية، وأكد المتحدث باسم جبهة فتح الشام للجزيرة أن ضباطا إيرانيين وخبراء من روسيا شاركوا إلى جانب قوات النظام في معركة كلية المدفعية.

وتطل كلية المدفعية في حلب على تلة الراموسة وعلى طريق أوتوستراد حلب الرقة وطريق حلب حماة دمشق، وهذه الكلية من أهم قلاع النظام في مدخل حلب الجنوبي، إذ تؤمن حماية كاملة لطريق إمداد قوات النظام الذي يعبر حي الراموسة، والقادم من ريف حلب الجنوبي إلى مناطق سيطرته في أحياء حلب الغربية. ونجح جيش الفتح وفصائل من المعارضة المسلحة في ربط الكلية بدوار الراموسة، وصولا إلى حي العامرية.

وتعهد قائد غرفة عمليات فتح حلب ياسر عبد الرحيم بتقديم المعونة لكافة النازحين من مناطق سيطرة النظام باتجاه المواقع الخاضعة لسيطرة المعارضة، وقال للجزيرة إن فصائل المعارضة ستعمل على التقدم في باقي مناطق حلب، وطمأن المدنيين هناك بأن مسلحي المعارضة يستهدفون فقط قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه.

وجاء ذلك بعد أن أعلنت فصائل المعارضة أن الحمدانية منطقة عسكرية مغلقة، تمهيدا لاقتحامها وطرد قوات النظام والمليشيات الموالية له منها.

وخرجت في شوارع حلب مظاهرات من أهالي المدينة ابتهاجا بإعلان فك الحصار، وجاب المتظاهرون شوارع حي الشعار وأحياء أخرى وهم يرددون شعارات تناصر الثورة السورية وتندد بالقصف العشوائي من قوات نظام بشار الأسد.

في المقابل، قال التلفزيون الرسمي السوري إن قوات النظام أحبطت هجمات -وصفها بالانتحارية- شنها مسلحون اقتربوا من الأكاديمية في الراموسة.

ونقل التلفزيون عن بيان لجيش النظام أنه أحبط هجوما على قاعدة المدفعية وثكنتين كبيرتين، مؤكدا مقتل نحو ثلاثمئة من المسلحين وتدمير أغلب عتادهم ودباباتهم، وأكد أنه استعاد السيطرة على الجزء الذي دخلته المعارضة من كلية المدفعية.

ووصف التلفزيون الرسمي الهجوم بأنه أكبر هجوم للمعارضة على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في هذا العام، وأشار إلى أن سلاح الجو سحق من وصفهم بالإرهابيين في محاور عدة، وضرب خطوطهم الخلفية، وقام بعزل محور الكليات.

ويعتبر طرفا الصراع في سوريا أن معركة حلب مصيرية وسيكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب المستمرة منذ سنوات.

من جانب آخر، قتل عشرة أشخاص -بينهم أطفال ونساء- وأصيب عشرات بجروح وصفت بالخطيرة، في قصف نفذته طائرات روسية على مستشفى الأمل الخيري التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في بلدة مِلّس بريف إدلب الغربي.

وتسبب القصف في دمار كبير بالمستشفى الذي كان يقدم خدماته لنحو سبعين ألفا من سكان المنطقة.

خسائر لإيران وحزب الله
وفي وقت لاحق من الليلة، قال مصدر في جبهة فتح الشام للجزيرة إن جيش الفتح وفصائل المعارضة المسلحة تمكنت خلال فك الحصار عن حلب من السيطرة على أكثر من عشرين موقعا لقوات النظام.

وأضاف المصدر أن قوات النظام انسحبت بالكامل في معركة السيطرة على كلية المدفعية، وحلَّ مكانها مسلحو حزب الله وقياديون في الحرس الثوري الإيراني.

وأشار المصدر إلى أن خسائر حزب الله والإيرانيين هي الكبرى خلال الحرب في سوريا، حيث خسر الحزب أكثر من عشرين مسلحا بينهم قيادي كبير إضافة إلى ضباط إيرانيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات