تقرير يثبت دور الحكومة المصرية بفساد منظومة القمح
قالت وكالة رويترز إن تقرير اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق بفساد قطاع القمح في مصر يظهر دورا حكوميا في إهدار المال العام. ومن المقرر أن يناقش البرلمان هذا التقرير اليوم الاثنين.
ومن عقود الصوامع إلى شهادات مسؤولي القطاع مرورا بتحليل الميزانية، يشير تقرير تقصي الحقائق الواقع في أكثر من خمسمئة صفحة إلى سوء إدارة من جانب الحكومة للدعم الهادف إلى تشجيع الزراعة وإطعام عشرات الملايين من المصريين.
وتحدث التقرير عن "خلل" بيّن يصل إلى درجة التواطؤ من وزارة التموين بكافة أجهزتها المعنية بالرقابة على جميع مراحل منظومة توريد واستلام القمح.
أجهزة عديدة "متواطئة"
ويلقي التقرير الضوء على الدور المباشر لأجهزة حكومية عديدة في الممارسات الفاسدة، وبخاصة عن طريق ترسية العقود على موردي القطاع الخاص الذين لم تخضع مواقعهم التخزينية للإشراف الكافي، في حين ظلت المواقع الحكومية دون استخدام.
وقال التقرير إن الشركة القابضة للصوامع والتخزين التابعة لوزارة التموين خزنت أكثر من مليون طن في مخازن القطاع الخاص الخاضعة لإشراف محدود هذا الموسم، بينما لم تستغل سبعمئة ألف طن من طاقتها التخزينية، في مخالفة للوائح التي تعطي الأولوية لمواقع التخزين الحكومية.
وأوضح أن الشركة لم تستخدم سوى 29.7% من الطاقة الاستيعابية لصوامعها. وقال "رغم ذلك قامت الشركة بالتعاقد مع شركات القطاع الخاص بتأجير 16 صومعة و35 شونة بإجمالي ما تم تخزينه 1.147 مليون طن".
أما فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي على الدعم، فقد ذكر التقرير نقلا عن وثائق لوزارة المالية أن الإنفاق على دعم الخبز زاد 3.91 مليارات جنيه مصري (440.32 مليون دولار) بما يعادل 15.9% في السنة المالية 2014-2015، وزاد 1.89 مليار جنيه (212.84 مليون دولار) بنسبة 6.6% عام 2015-2016. وعقب التقرير بأن "الدعم زاد ولم ينخفض نتيجة منظومة الخبز كما تدعي وزارة التموين بشكل مستمر."
بالإضافة إلى ذلك، يقول مسؤولون في قطاع القمح المصري إن كمية تصل إلى مليوني طن قد تكون مفقودة من الصوامع من أصل خمسة ملايين أعلنت الحكومة أنها اشترتها من المزارعين المحليين هذا العام. ويعتقد أن الكمية المفقودة موجودة على الورق فقط بسبب استخدام إيصالات توريد مزورة لقبض مزيد من الأموال المخصصة لمشتريات القمح المحلية.