انتهاء المرحلة الأولى من إخلاء داريا

خريطة توضح خروج سكان داريا - (المسلحون) إلى حماة ثم قلعة المضيق ثم إدلب -(المدنيون) إلى الكسوة وقدسيا وحرجلة بالغوطة الغربية لدمشق - أي مناطق أخرى
خريطة توضح مناطق إخلاء سكان داريا من المسلحين والمدنيين (الجزيرة)
انتهت الجمعة المرحلة الأولى من إخلاء مدينة داريا في ريف دمشق، حيث غادر نحو أربعمئة مقاتل مع أسرهم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في مدينة إدلب شمال سوريا، فيما غادر نحو ستمئة مدني إلى بلدتي قدسيا والكسوة بريف دمشق.

وذكرت مصادر للجزيرة أن خط سير مقاتلي المعارضة سيمر عبر مناطق سيطرة النظام وصولا إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماة، حيث سيتم نقلهم من هناك إلى مناطق خاضعة للمعارضة بعد منتصف هذه الليلة ليتابعوا طريقهم إلى إدلب.

من جهتها، قالت وكالة سانا للأنباء التابعة للنظام إن المرحلة الأولى من اتفاق إخلاء مدينة داريا من السلاح والمسلحين انتهت، وإنها تضمنت إخراج عدد من الأهالي إلى مراكز إقامة مؤقتة في ريف دمشق، مؤكدة أن أغلب الأهالي البالغ عددهم نحو أربعة آلاف شخص سينقلون إلى مراكز إقامة مؤقتة.

وأوضحت الوكالة أن ثلاثمئة مسلح -من بين نحو سبعمئة- تم إخراجهم نحو إدلب مع أسرهم، كما نقلت عن قائد في قوات النظام أن داريا ستكون السبت خالية من المسلحين الذين سيتركون أسلحتهم بالمدينة، بينما أكدت مصادر أن مقاتلي المعارضة سيحملون معهم أسلحتهم الخفيفة، وهو ما أكدته صور المقاتلين أثناء خروجهم.

وعرضت قنوات رسمية سورية مشاهد لمقاتلي النظام وهم يحتفلون عند مدخل داريا بينما كانت الحافلات وسيارات الإسعاف تنقل مقاتلي المعارضة والمدنيين.

من جهتها، قالت عضوة الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نورا الأمير للجزيرة إن مجرد صمود داريا لأكثر من أربع سنوات من الحصار هو بحد ذاته "انتصار"، لافتة إلى أن الاتفاق الذي تم الخميس يأتي في الذكرى الرابعة للمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في داريا عندما قتلت أكثر من سبعمئة شخص -بينهم نساء وأطفال- دون أن يستنكرها المجتمع الدولي، حسب قولها.

بدوره، قال عضو وفد المعارضة في محادثات جنيف جورج صبرا لوكالة الأنباء الألمانية إن "داريا لم تفشل اليوم، وإنما المجتمع الدولي هو الذي فشل وخذل أهل داريا".

الموقف الأممي
في غضون ذلك، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا أن الوضع في داريا خطير للغاية، وشدد على ضرورة حماية سكانها خلال أي عملية إجلاء، وأن تتم تلك العملية بشكل طوعي.

وذكر دي ميستورا في بيان أن الأمم المتحدة لم تشارك في المفاوضات ولم يتم التشاور معها بشأن الاتفاق الذي تم الخميس بين المعارضة والنظام، وناشد مجموعة الدعم الدولية لسوريا وغيرها من الداعمين وقف الأعمال العدائية وضمان أن يتم تطبيق هذا الاتفاق وما يليه.

وقالت الأمم المتحدة إن فريقا من موظفيها توجه مع الصليب الأحمر إلى داريا للقاء جميع الأطراف، وشددت على ضرورة حماية المهجرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات