تجدد المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن مذبحة رابعة
جدد المرصد العربي لحرية الإعلام مطالبته بمحاكمات جنائية دولية للمسؤولين عن الفض الدموي لاعتصام ميدان رابعة العدوية لأنصار الرئيس المدني المصري المعزول محمد مرسي شرق القاهرة يوم 14 أغسطس/آب 2013، حتى لا يفلت من وصفهم بالقتلة من العقاب.
وقال المرصد "إذا كنا ندافع عن الصحفيين وحرياتهم بشكل عام، إلا أننا في الوقت نفسه نطالب بمحاكمة جنائية للصحفيين الذين حرضوا على قتل المعتصمين، وهو التحريض الذي تسبب أيضا في مقتل زملائهم الأربعة إلى جوار الآلاف من عموم المواطنين".
وأضاف أنه رغم مرور ثلاثة أعوام على مقتل أربعة صحفيين في تغطية أحداث فض اعتصام رابعة فإن أيا من قتلتِهم لم يقدم للمحكمة حتى الآن، معتبرا أن عدم محاكمة القتلة شجع على قتل المزيد من الصحفيين المصريين لاحقا أثناء تغطياتهم الميدانية حتى تجاوز العدد حاجز العشرة.
ولفت بيان المرصد إلى أن تقريرا سابقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش حدد أسماء عشرة من كبار المسؤولين المصريين كمتهمين رئيسيين عن تلك مجزرة رابعة التي سقط فيها الصحفيون الأربعة مع غيرهم، لكن هؤلاء المسؤولين لا يزالون طلقاء حتى الآن لأن القضاء المصري لم يتحرك لاستدعائهم ومحاكمتهم.
بان كي مون
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا أمس السبت إلى ضرورة إجراء تحقيقات كاملة بشأن مقتل مئات المدنيين على أيدي قوات الشرطة والجيش المصري أثناء فض اعتصام ميدان رابعة.
ونقلت وكالة الأناضول عن فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي قوله إن بان يعتقد أنه "من المهم للغاية إجراء تحقيق كامل" بشأن فض اعتصام رابعة.
وبخصوص الدعوات إلى إنشاء لجنة دولية للتحقيق في المذبحة ومحاكمة الجناة، أكد حق أن "مجلس حقوق الإنسان (التابع للأمم المتحدة) هو المخول بإنشاء لجنة للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان.
يذكر أن قوات الجيش والشرطة المصرية فضت قبل ثلاثة أعوام بالقوة اعتصام ميدان رابعة العدوية، بعد نحو أربعين يوما على انقلاب قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب مرسي، ليتولى الأول السلطة لاحقا عبر انتخابات رئاسية جرت في العام التالي.
وتسببت عملية الفض في مقتل نحو ألف معتصم على أقل تقدير وفقا لمنظمات حقوقية، بينما تحدثت تقارير رسمية عن نحو ستمئة قتيل من المعتصمين وعشرات القتلى من الضباط، ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الفض بأنه أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث.
وبدأت عملية فض الاعتصام بتقدم آليات عسكرية وإحاطتها بجميع مداخل ميدان رابعة وأطبقت الخناق على كل من فيه، وانهمر الرصاص من فوقهم ومن كل الاتجاهات، وأحرقت الخيام وجرفت الجثث.