وفد كنسي مصري بالقدس لبحث ترميم دير السلطان

البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على رأس وفد كنسي رفيع إلى القدس
بابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني زار القدس لحضور جنازة مطرانها الراحل الأنبا إبراهام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الجزيرة)

أعلنت الكنيسة المصرية اليوم السبت أن وفدا كنسيا سيزور مدينة القدس الثلاثاء المقبل ليبحث مع مسؤولين إسرائيليين مسألة ترميم "دير السلطان" الأثري، التي تطرق لها وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب مطلع يوليو/تموز الحالي.

وقال المتحدث باسم الكنيسة المصرية بولس حليم لوكالة الأناضول إن الأنبا رافائيل والأنبا يوسف والأنبا بيمن (رموز كنسية) سيزورون القدس الثلاثاء المقبل بناء على طلب من الكنيسة الإثيوبية بخصوص دير السلطان ولمدة خمسة أيام، بحضور القائم بأعمال السفير المصري حازم خيرت وسفير إثيوبيا في إسرائيل، وذلك لترميم الدير.

ورفض المتحدث باسم الكنيسة وصف الزيارة بأنها "تطبيع"، قائلا إن "الوفد في مهمة كنسية بحضور القائم بأعمال السفير المصري وكذلك السفير الإثيوبي، إذن.. أين التطبيع؟".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة الكنسية هي الرابعة من نوعها خلال عامين، حيث زار بابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني مدينة القدس لحضور جنازة مطرانها الراحل الأنبا إبراهام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقالت الكنيسة وقتها إن الزيارة "رعوية وليست سياسية"، ثم سافر الأنبا رافائيل لحضور ذكرى الأربعين للأنبا إبراهام، وعقب ذلك أوفد البابا تواضروس فريقا من المطارنة لتجليس الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الأورشليمي في مارس/آذار الماضي.

وجاءت الزيارات رغم صدور قرار بابا الأقباط الراحل شنودة الثالث من المجمع المقدس عام 1980 برفض التطبيع الكنسي مع إسرائيل، ومنع الأقباط من زيارة القدس، وإنزال عقوبات كنسية على المخالفين.

وبحسب تقارير صحفية وإعلامية، فإن دير السلطان أحد أهم الأماكن المسيحية العربية لمدينة القدس الشرقية، وقد بناه الوالي المصري منصور التلبان عام 1092 فوق كنيسة القيامة -أقدم كنيسة في العالم- بترخيص من الوالي العثماني جلال الدين شاه. وظل الدير منذ نشأته حتى الآن المنفذ الوحيد لدخول الحجاج المسيحيين إلى كنيسة القيامة.

واستولت إسرائيل على دير السلطان في القدس الشرقية وسلمته إلى الرهبان الأحباش (إثيوبيا) بعد طرد الرهبان المصريين، منها بعد حرب يونيو/حزيران 1967، ورفضت تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية برد الدير إلى الكنيسة المصرية، وعليه قرر البابا الراحل كيرلس السادس حظر سفر الأقباط إلى القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد الاستيلاء على الدير.

ورفعت الكنيسة المصرية أكثر من مئة دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وكسبتها جميعا ضد الحكومة الإسرائيلية وأثبتت حقها في الدير، لكن سلطات الاحتلال ترفض التنفيذ حتى الآن.

المصدر : وكالة الأناضول