روسيا تعلن خروج مدنيين من حلب والسكان ينفون

مسؤول روسي: خروج مدنيين من حلب عبر الممرات

أعلنت روسيا عن خروج العشرات من المدنيين ومسلحي المعارضة من حلب شمال سوريا خلال المهمة الإنسانية التي أعلنتها موسكو، في حين نفت المعارضة ومنظمات إغاثة وتقارير إعلامية وجود أي حركة للخروج.

وقال قائد المركز الروسي للهدنة في سوريا سيرغي تشفاركوف إن 169 من السكان المدنيين خرجوا من حلب عبر الممرات الإنسانية المخصصة لهم منذ بدء المهمة الإنسانية بالمدينة، وتخلى 69 مسلحا عن أسلحتهم، وتم توفير العناية الطبية لـ59 شخصا.

ونقل مراسل الجزيرة في موسكو زاور شوج عن تشفاركوف أن 85 شخصا تركوا الأحياء الشرقية لمدينة حلب أمس الجمعة، وسلم 29 مسلحا أنفسهم للسلطات السورية.

أما اليوم السبت فترك المدينة 52 مدنيا و24 مسلحا، وأضاف أنه تجري إقامة أربعة ممرات إنسانية إضافية في مدينة حلب لخروج المدنيين من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.

وذكر تشفاركوف أن السلطات السورية أعدت ستة مراكز لتقديم المساعدات الإنسانية وتأمين الغذاء وكل المواد الضرورية لأكثر من ثلاثة آلاف شخص، مؤكدا نقل 14 طنا من المواد الغذائية والأدوية والمواد الضرورية للمعابر بحلب من مركز الهدنة، وإنزال 2500 حزمة من المساعدات الإنسانية، وسيتم تسليم أكثر طن ونصف الطن من المواد الغذائية لأكثر من خمسمئة ساكن.

وأعلن كذلك عن تنظيم قوافل إنسانية بالمساعدات الإنسانية الروسية والتي تقدمها دول أخرى إلى حلب، حيث نقلت السيارات خمسة أطنان من المواد الغذائية والأدوية.

يُذكر أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن يوم 28 يوليو/تموز الجاري عن بدء موسكو وحكومة دمشق عملية إنسانية واسعة في حلب وفتح ثلاثة ممرات إنسانية للمدنيين وممر رابع للمسلحين الراغبين بتسليم أسلحتهم.

ودعا شويغو المنظمات الدولية للمشاركة في العملية الإنسانية، بينما بث التلفزيون الرسمي السوري صورا قال إنها لعائلات ومسلحين أثناء خروجهم عبر معبر صلاح الدين من أحياء حلب الشرقية.

نفي وتشكيك
غير أن مواقع للمعارضة السورية شككت في رواية النظام, ونفت تسجيل أي خروج لمدنيين ومسلحين من حلب.

وذكرت مراسلة الجزيرة إيلاف ياسين في غازي عنتاب أن الممرات التي تم الإعلان عنها ليست آمنة، وقالت إن الأنباء من داخل حلب تؤكد أن بعض المدنيين حاولوا الخروج لكن شخصا قتل وآخرين أصيبوا برصاص قناصة النظام.

وأوضحت أن تلك الممرات غير مؤهلة أصلا للمرور لأنها مغلقة منذ سنوات، وأنها غير آمنة بالفعل بسبب القناصة، وهو ما يفند رواية النظام وكذلك الرواية الروسية.

وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة في حلب أدهم أبو الحسام إن كاميرا الجزيرة وعددا من الوكالات والمنظمات الإغاثية الدولية رصدت خلو هذه الممرات من أي نازحين خارجين من المدينة المحاصرة، مؤكدا أنه سبق لأصحاب عدد من الحالات الإنسانية أن تعرضوا للقتل بشكل مباشر.

وفي هذا السياق أيضا، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن سكانا في حلب ومراسلها في المكان نفوا وجود أي مؤشر لعمليات مغادرة، وأكدوا أن عوائق لا تزال تمنع الوصول إلى حي صلاح الدين الخاضع لسيطرة النظام.

ونقلت "الفرنسية" عن إياد أبو محمد -بوصفه أحد قادة حركة نور الدين الزنكي المعارضة- أن النظام لم يفتح معبرا عبر صلاح الدين، مؤكدا أنها شائعات وأكاذيب.

كما قال قيادي معارض آخر (ياسر فليس) للفرنسية "نحن على معبر (حي) بستان القصر. النظام يكذب. لم يفتحوا شيئا (…) على العكس، لقد كثفوا القصف وغاراتهم الجوية على المعبر".

أما أبو محمد (50 عاما) وهو أب لأربعة أولاد، فأعرب عن أمله بالخروج، وقال "لا أرغب بالتوجه الى المناطق التي يسيطر عليها النظام" معربا عن خوفه من أن يقتادوا ابنه البالغ من العمر17 عاما لأداء الخدمة الإلزامية والقتال على الجبهة.

وكانت الولايات المتحدة أبدت الجمعة تشكيكا كبيرا في فتح الممرات الإنسانية، حيث حذر وزير الخارجية جون كيري من أن تكون هناك "خدعة" روسية وراءها.

المصدر : الجزيرة + وكالات