حداد بالعراق وإدانات واسعة لتفجير الكرادة

أعلنت الحكومة العراقية الحداد ثلاثة أيام بعد التفجير الدامي الذي وقع في منطقة الكرادة وسط بغداد, وأوقع 131 قتيلا و200 جريح. وتبنى التفجير تنظيم الدولة الإسلامية, وأثار إدانات عربية ودولية واسعة.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان إن الحداد يبدأ من اليوم الأحد ولمدة ثلاثة أيام, ووصف سقوط عدد كبير من الضحايا بالمصاب الجلل.

وعلى مدى ساعات نهار اليوم سعى مدنيون وفرق إسعاف لانتشال جثث من تحت أنقاض مركز تجاري ومحال تجارية انهارت جزئيا أو كليا أو احترقت جراء التفجير الذي وقع الليلة الماضية في منطقة الكرادة بواسطة شاحنة تبريد ملغمة بينما كانت أسواقها ومقاهيها ومطاعمها مكتظة بالمتسوقين قبل حلول عيد الفطر.

وانتُشلت من داخل بعض المحال جثث محترقة أو مشوهة لا يمكن التعرف إلى أصحابها. وخلال عمليات البحث, جاء نسوة ورجال يبحثون عن مفقودين من أقاربهم. وكانت السلطات قطعت الطريق المؤدية إلى موقع التفجير بحثا عن مفقودين, ولإطفاء الحرائق الكبيرة التي شبت في الشارع الرئيس بالكرادة.

وقالت مصادر أمنية إن النيران حاصرت عشرات الشبان داخل المحال, وقد قتل بعضهم حرقا في حين تمكن آخرون من النجاة, وغامر بعض الشبان بدخول محال تجارية حوصر فيها بعض أصدقائهم الباعة. وفقدت عائلة من وسط البلاد سبعة شبان دفعة واحدة جراء التفجير.

وقد انتشرت على مواقع إلكترونية عراقية صور تظهر منطقة الكرداة قبل دقائق فقط من حدوث التفجيرات. وأظهرت الصور اكتظاظ المنطقة المحيطة بالمركز التجاري الذي استهدفه الهجوم بالمدنيين أثناء تسوقهم في ظل الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر.

وفي حين أن الصور التي بُثت توضح وجود أعداد كبيرة من المتسوقين في منطقة التفجير, قال تنظيم الدولة إنه استهدف تجمعا للحشد الشعبي في المنطقة. وقد توعد رئيس الوزراء العراقي ما سماها "الزمر الإرهابية", كما تعهد مسؤولون عراقيون بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم.

وبفارق بسيط عن تفجير الكرادة, انفجرت عبوة ناسفة في حي الشعب شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة آخرين.

إدانات
وفي سياق ردود الفعل, شجب البيت الأبيض الأميركي في بيان تفجيرات بغداد, وقال إنها تضاعف عزم واشنطن على دعم قوات الأمن العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة, وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه الخارجية الأميركية في بيان منفصل.

كما ندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بما سماه "عمل مجرمين حقيرين", وأعلن مجددا عزم بلاده قتالهم في كل مكان.

وصدرت إدانة مماثلة عن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي أعلن تعاطفه مع الضحايا. وقال في تغريدة على موقع تويتر إن تنظيم الدولة برهن مجددا على أنه عدو لكل المسلمين, حسب تعبيره.

وفي أنقرة قالت الخارجية التركية إن تركيا تقف إلى جانب العراق الشقيق والصديق في هذه الظروف. كما أدانت إيران الهجوم بشدة, وقالت إنه يأتي بعد هزائم التنظيم في الفلوجة وغيرها, وأكدت وقوف طهران إلى جانب بغداد.

وأدان الهجوم أيضا بابا الفاتيكان فرانشيسكو الذي عبر عن تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم. من جهته استنكر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط هجوم الكرادة, وعبر عن مساندة الجامعة للإجراءات التي يتخذها العراق في مواجهة الإرهاب.

كما أدانت الخارجية المصرية تفجير الكرادة "بأشد العبارات", وأكدت وقوف مصر إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب.

المصدر : الجزيرة + وكالات