المعارضة السورية تحذر من "ممرات الموت" بحلب

حصار النظام لحلب يتسع بدعم روسي منقطع النظير
مخاوف من نوايا النظام وروسيا من "الممرات الإنسانية" في ظل تواصل القصف على حلب (الجزيرة)

رغم إعلان النظام السوري وروسيا الخميس فتح أربعة "معابر إنسانية" لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية في حلب، خلت الشوارع اليوم من المارة، إذ لزم السكان منازلهم خوفا من القصف، خصوصا مع تحذير المعارضة السورية من خطورة سلوك هذه المعابر التي وصفتها بـ"ممرات الموت".

وفتحت قوات النظام السوري المعابر الخميس بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء "عملية إنسانية واسعة النطاق" في حلب. وطالبت قوات النظام سكان هذه الأحياء -الذين يقدر عددهم بنحو 400 ألف شخص- بالخروج، ومقاتلي المعارضة بتسليم سلاحهم تزامنا مع إصدار رئيس النظام السوري بشار الأسد مرسوما تشريعيا يقضي بمنح العفو "لكل من حمل السلاح" وبادر إلى تسليم نفسه خلال مدة ثلاثة أشهر.

وتشكك المعارضة السورية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، في ظل الحصار الكامل المفروض على الأحياء الشرقية منذ 17 يوليو/تموز الجاري واستمرار القصف بوتيرة يومية.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان "ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت". وأضاف "نعتبر الإعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".

وأعلنت المعارضة -وفق رمضان- حلب "مدينة منكوبة" في ظل "مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم"، مضيفا أن ما يجري "تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين".

وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض حجاب وجّه أمس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ندد فيها بـ"بتغيير ديمغرافي وتهجير قسري" في حلب.

كما انتقدت فرنسا "الممرات الإنسانية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال إن "فرضية إقامة ممرات إنسانية تقضي بالطلب من سكان حلب أن يغادروا المدينة لا تقدم حلا مجديا للوضع"، مشيرا إلى أن القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة إلى السكان المحاصرين.

وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الروس والنظام يريدون دفع الناس إلى تسليم أنفسهم"، مضيفا أن ما يريدونه هو "الاستسلام وتكرار ما حدث في حمص" عام 2014 حين تمّ إخراج نحو ألفي مقاتل من المدينة القديمة بعد عامين من الحصار المحكم والقصف شبه اليومي من قوات النظام.

ويرى مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار أن "سكان حلب يواجهون معضلة وجودية رهيبة، إذ غالبا ما يضطرون إلى الاختيار بين خطري الموت جوعا أو خلال فرارهم". ويسأل بيطار "إذا كان الهدف فعلا حماية سكان حلب فلماذا لا يسمح لعمال الإغاثة والصليب الأحمر الدولي بالوصول إلى المدنيين الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدة؟".

المصدر : الفرنسية