جبهة النصرة تنفصل عن القاعدة وتغير اسمها

أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني وقف العمل باسم جبهة النصرة، وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام، وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وذلك بعد إعلان القاعدة تفويضها للجبهة باتخاذ هذه الخطوة.

وبثت الجزيرة مساء الخميس تسجيلا مصورا ظهر فيه الجولاني للمرة الأولى، وقال فيه إنه يشكر قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم ضرورات فك الارتباط، مضيفا أن فك الارتباط جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، حسب قوله.

وأوضح الجولاني أن هذه الخطوة تسعى لتحقيق خمسة أهداف، هي:

  • العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس.
  • التوحد مع الفصائل المعارضة لرص صفوف المجاهدين ولتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه.
  • حماية الجهاد الشامي والاستمرار فيه واعتماد كافة الوسائل الشرعية المعينة على ذلك.
  •  السعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم.
  •  تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس.

وجاء هذا التسجيل بعد ساعات من بث مؤسسة المنارة البيضاء التابعة لجبهة النصرة تسجيلا صوتيا دعا فيه أحمد أبو الخير نائب زعيم تنظيم القاعدة جبهة النصرة إلى المضي قدما بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، مضيفا "نحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر"، في إشارة إلى انفصال التنظيمين عن بعضهما.

وقال أبو الخير إن قرار الانفصال جاء بعد دراسة وضع "الساحة الشامية" عسكريا وسياسيا وما فيه من تحديات ومعاناة يعيشها المدنيون قتلا وقصفا وتشريدا، موضحا أنه تقرر بذل الأسباب الممكنة للحفاظ على "الجهاد الشامي" راشدا قويا وسحب "الذرائع الواهية التي يضعها العدو لفصل المجاهدين عن حاضنتهم"، في إشارة إلى الشعب السوري.

واعتبر نائب زعيم تنظيم القاعدة أن "المرحلة الحالية شهدت انتشار الجهاد وانتقاله من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمة، وهو ما يعني أنه لا ينبغي أن يقاد بعقلية الجماعة والتنظيم بل يجب أن تكون التنظيمات عامل حشد لا تفريق"، حسب قوله.

وقال المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر للجزيرة إن هذا الانفصال مطلب ثوري وجماهيري منذ فترة طويلة، وذلك "لسحب الذريعة من روسيا وغيرها في قصف الفصائل الثورية"، معتبرا أن ذلك "سيعود بالخير على الثورة السورية" وسيساعد على توحيد فصائل المعارضة.

وتصنف الولايات المتحدة جبهة النصرة منظمة "إرهابية"، وقد تم استهدافها بغارات جوية من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مرات عدة، كما بررت موسكو قصفها مواقع عدة في سوريا بأنه جاء استهدافا لكل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

وقد أعلن البيت الأبيض أن تقييمه لجبهة النصرة لم يتغير، وأنه ما زالت لديه مخاوف متزايدة من قدرتها المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولايات المتحدة وأوروبا، كما أكدت الخارجية الأميركية أن جبهة النصرة ما زالت هدفا للطائرات الأميركية والروسية في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات