اتهامات للمليشيات بالانتقام من سكان الفلوجة

مأساة الفلوجة - المجلس النرويجي للاجئين
مأساة نازحي الفلوجة تتفاقم في ظل تعرضهم للاعتقال من القوات الأمنية وانتهاكات من قبل المليشيات (المجلس النرويجي للاجئين)
اتهم تحالف القوى العراقية "جماعات مسلحة منفلتة" بارتكاب جرائم ضد المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق.

وطالب التحالف -الذي يضم الأحزاب السياسية السنية المشاركة في العملية السياسية- بعدم غض النظر عن جرائم تلك الجماعات التي تحكمها عقدة الانتقام الجماعي، داعيا إلى محاسبة مرتكبيها.

كما حمل تحالف القوى الوطنية رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية إدارة معركة الفلوجة بما يضمن الحفاظ على وحدة العراقيين وأرواح المدنيين الأبرياء.

وسبق أن ندد رئيس ائتلاف "متحدون" أسامة النجيفي بالانتهاكات التي ترافق عمليات استعادة محيط الفلوجة، مطالبا رئيس الوزراء العبادي بتحمل المسؤولية.

قال النجيفي إن الواقع يشير إلى أن عمليات استعادة محيط الفلوجة من تنظيم الدولة رافقتها انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي لا تقرها القوانين ولا الأخلاق.

وأضاف النجيفي -في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه- أن هذه الانتهاكات تقوم بها جماعات مسلحة تعمل خارج السيطرة وتهز مصداقية القائد العام للقوات المسلحة (العبادي)، حيث لم يَجرِ تحقيق مع من قام بهذه الأفعال.

 

احتجاز مدنيين
وفي السياق قال المستشار الإعلامي لمجلس محافظة الأنبار عبد القادر الجميلي إن أكثر من ألف مدني من سكان المناطق المحيطة بالفلوجة محتجزون لدى القوات الأمنية بحجة التحقيق معهم رغم انقضاء مدة طويلة على اعتقالهم.

وأضاف الجميلي أن مجموع المدنيين الذين تمكنوا من الخروج من مناطق شمال الفلوجة قد تجاوز عشرة آلاف مدني، مضيفا أن المنظمات الدولية والوزارات المعنية لم تتفاعل مع هذه الأزمة الكبيرة.

ووفق الأمم المتحدة، فإن نحو خمسين ألف مدني لا يزالون في مدينة الفلوجة، بينهم ما لا يقل عن عشرين ألف طفل، في حين أن من استطاع الخروج منهم طيلة الأيام العشرة الماضية لا يتجاوزون بضعة آلاف في أحسن التقديرات.

وباتت المعاملة السيئة وانعدام المخيمات الملائمة لمن خرج منهم هربا من بطش تنظيم الدولة الإسلامية هاجسا، دفع آخرين للبقاء في منازلهم ومواجهة مصيرهم ولو إلى حين.

وقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس الجمعة عن نزوح 868 أسرة من الفلوجة ومحيطها مع اشتداد المعارك هناك بين القوات العراقية مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي وبين تنظيم الدولة، في ظل مخاوف على مصيرهم مع توالي التقارير عن انتهاكات يتعرض لها بعض النازحين على يد المليشيات.

ودفعت هذه التقارير وزارة الخارجية الأميركية للإعراب عن قلقها إزاء ارتكاب الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي انتهاكات في الفلوجة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن واشنطن تتواصل مع الحكومة العراقية بخصوص تقارير الانتهاكات في الفلوجة، مؤكدا التزام بلاده تجاه المدنيين في الفلوجة ودعم القوات الأمنية العراقية عبر الضربات الجوية والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية والمعدات.

وأظهرت صور جديدة بثها ناشطون إهانة المليشيات المدنيين النازحين من محيط الفلوجة بضربهم وإجبارهم على التلفظ بعبارات مهينة بحق أنفسهم.

المصدر : الجزيرة