نزوح قرى سنية تحت تهديد مليشيات طائفية بالعراق

قالت مصادر أمنية وشهود عيان من مدينة المقدادية شمال شرق محافظة ديالى إن العديد من قرى المدينة ذات الغالبية السنية تشهد حاليا موجة نزوح كبيرة بعد تهديد مليشيات الحشد الشعبي سكانها بالقتل إن لم يغادروا خلال ثلاثة أيام. ويُقال إن الشرطة لا تستطيع التدخل لوقف هذه الهجرة القسرية خوفا من بطش المليشيات.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر أمنية إن القوات العراقية سيطرت على حي المعلمين شمال غرب الفلوجة بعد اشتباكات مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية أسفرت عن مقتل عشرة منهم وانسحاب من تبقى إلى حي الجولان، آخر معاقل التنظيم في الفلوجة.

وتتدفق مئات العائلات إلى المخيمات غير المكتملة بعامرية الفلوجة، التي شيدتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون النازحين، والتي تشكو من شح مواردها وتنبه إلى وجود لموجة نزوح لأكثر من ستين ألفا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، ويتوقع المزيد خلال الأيام المقبلة.

ويعاني النازحون من فصول معاناة قاسية من انتهاكات مليشيات الحشد الشعبي، وتتواتر قصص معاملات سيئة للمجتمعات السنية في مواقع مختلفة بالعراق، مستغلة حالة الحرب على تنظيم الدولة.

وبينما يقول المتحدث باسم تلك المليشيات كريم النوري إن الانتهاكات حالات فردية ويحاسب من يرتكبها، أكد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق مثنى حارث الضاري للجزيرة أن المليشيات المذكورة اعتادت على الكذب والادعاء دائما أن ما يحدث انتهاكات فردية.

وقال الضاري "رأينا ألف حالة انتهاك فظيعة بالصقلاوية في حق المدنيين ظهرت على شاشة الجزيرة وغيرها، وأربعمئة حالة يجهل مصيرها، ثم يقولون إنها أعمال فردية".

وأضاف أن المليشيات تعمل خارج القانون حتى وإن قيل إنها تابعة للحكومة، ويجب بيان الجرائم التي ترتكبها، مشيرا إلى وجود مسؤولين إعلاميين يحاولون تبرير هذه الانتهاكات والحديث عن نجاحات بالفلوجة.

ورأى الضاري أن النجاحات التي تتحدث عنها المليشيات عبارة عن احتلالها لأحياء في المدينة وسلب أهلها وحرق بيوتها ومساجدها لعدم وجود قيادة موحدة، وعدم قدرة القوات الحكومية والشرطة الاتحادية على السيطرة على المليشيات.

وأكد أن هيئة علماء المسلمين في العراق توثق انتهاكات كل الأطراف، وسترفع دعاوى قضائية، وستتوجه إلى رئيس الحكومة التي وصفها "بحكومة الاحتلال السادسة" لأنها أعطت الشرعية للحشد الطائفي.

يذكر أن المجلس النرويجي للاجئين صرح في وقت سابق بأن المواجهات في مدينة الفلوجة دفعت نحو ثلاثين ألف شخص على الأقل إلى النزوح من المدينة التي سيطر عليها تنظيم الدولة لأكثر من عامين، وحذر من وقوع  كارثة إنسانية.

المصدر : الجزيرة