فارون من الفلوجة يروون فظاعات المليشيات

روى فارون من مدينة الفلوجة غرب بغداد قصصا عن الانتهاكات التي تعرضوا لها أثناء اعتقالهم من قبل مليشيا الحشد الشعبي.

وتجمع عشرات المعتقلين في مقر اعتقال زاره رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في بلدة عامرية الفلوجة قرب مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد), وروى بعضهم قصصا عن التعذيب الذي تعرضوا له أثناء الاعتقال لدى المليشيا.

وقال أحد المعتقلين إن مسلحين من الحشد الشعبي -الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية لاستعادة مدينة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية– أشعلوا النار في إطار السيارات وأحرقوا عددا من المعتقلين أحياء على "شوايات", حسب تعبيره.

وقال معتقل ثان إنه اعتقل مع آخرين خلال فرارهم من مناطق الاشتباك في محيط الفلوجة, وإنهم تعرضوا للتعذيب بوسائل مختلفة بينها الضرب بخراطيم مياه.

وذكر ثالث أن مسلحي الحشد داسوا على رؤوس المعتقلين, وتحدث عن انتهاكات أخرى طالت الأعراض, حسب قوله. كما قال أحد المعتقلين إن ابنه من مواليد عام 1997 "انتهى" أثناء احتجازه جراء التعذيب.

آثار تعذيب
وقد كشف عدد من المعتقلين السابقين لدى مليشيا الحشد الشعبي عن آثار تعذيب على أجسادهم أثناء حضور رئيس البرلمان العراقي بعامرية الفلوجة. وكانت تسجيلات مصورة بثت على الإنترنت أظهرت عناصر من الحشد وهم يضربون ويهينون مدنيين جرى اعتقالهم قرب مدينة الفلوجة بحجة أنهم متعاطفون مع تنظيم الدولة.

وأكدت تقارير تضمنت شهادات ناجين أن مسلحين من مليشيا الحشد الشعبي قتلوا وعذبوا مدنيين في مناطق الصقلاوية والكرمة والسجر في محيط الفلوجة.

وفي كلمة ألقاها خلال زيارته عامرية الفلوجة الخاضعة للحكومة العراقية، دعا رئيس البرلمان العراقي إلى عدم التعامل مع أهالي الفلوجة على أنهم مجرمون. واعترف الجبوري ببشاعة الانتهاكات, ووعد بالعمل على كشف مرتكبيها ومحاسبتهم, قائلا إن ذلك "واجب الدولة التي تحترم القانون".

وقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش مقتل أكثر من 25 شخصا في منطقتي السجر وأبو سديرة وتعرض آخرين للتعذيب والاعتقال في الصقلاوية، ودعت إلى التحقيق في ذلك وفي غيرها من الانتهاكات التي يتعرض لها الفارون من الفلوجة من قبل القوات العراقية ومليشيا الحشد الشعبي.

وقال المتحدث باسم المنظمة ومدير التواصل والإعلام بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيها أحمد بن شمسي إن هناك كثيرا من اللجان التي تم تشكيلها في العراق للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، لكن نتائج تحقيقاتها لم تر النور.

وطالب بن شمسي -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بتشكيل لجنة من محققين مستقلين ومحايدين, للتقصي وإعطاء المزيد من المعلومات حول التجاوزات المرتكبة.

المصدر : الجزيرة + وكالات