إطلاق معتقلين إثر اتفاق ينهي العصيان بسجن حماة
قالت مصادر للجزيرة من داخل سجن مدينة حماة المركزي إنه تم عقد اتفاق مبدئي ينهي العصيان الذي ينفذه مئات المعتقلين، وإنه تم الإفراج عن 25 معتقلا كدفعة أولى بموجب هذا الاتفاق.
وأضافت المصادر أن الاتفاق -الذي تم التوصل إليه مساء أمس- ينص على تخفيض عقوبة جميع المعتقلين لصالح المحكمة الميدانية في صيدنايا (في ريف دمشق) للنصف، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الموجودين لصالح محكمة الإرهاب على دفعات خلال مدة أقصاها أربعة أشهر.
كما نص على عدم إعادة أي معتقل إلى سجن صيدنايا أو الفروع الأمنية، وإبقاء جميع الجوالات مع المعتقلين، وإعادة الكهرباء والمياه والطعام إلى السجن.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة في غازي عنتاب معن الخضر بأن مصادر حقوقية أكدت إطلاق سراح 25 من معتقلي سجن حماة المركزي مساء أمس، وقال إن هذه المصادر تأكدت من إطلاق هؤلاء المعتقلين من خلال الاتصال بذويهم.
وأضاف أن الاتفاق تم التوصل إليه بوساطة من وزيري الداخلية والعدل السوريين وقادة بعض الفروع الأمنية السورية، مشيرا إلى أن النظام اشترط أن يكون هو الضامن لتنفيذ الاتفاق، وأصر على استبعاد أي دور للمنظمات الدولية. كما قال المراسل إن حالة العصيان -التي بدأت قبل أسبوع تقريبا- يُفترض أنها انتهت الليلة الماضية بمجرد بدء النظام تنفيذ بنود الاتفاق.
وكانت مصادر من داخل السجن قالت للجزيرة إن المعتقلين لا زالوا يتخوفون من عدم وجود ضمانات حقيقية تجبر النظام على الالتزام بما تم الاتفاق عليه، خصوصا مع إصراره على عدم تدخل الصليب الأحمر السوري للإشراف على المفاوضات.
وخلال الأسبوع الماضي، بدأ نحو ثمانمئة معتقل -كثير منهم معتقلون سياسيون- عصيانا داخل سجن حماة المركزي، لمنع قوات النظام من نقل خمسة معتقلين إلى سجن صيدنايا لتنفيذ أحكام بالإعدام أصدرتها محكمة عسكرية.
وقامت قوات النظام السوري بمحاولات لاقتحام السجن والسيطرة على المعتقلين، ووقعت أحدث محاولة يوم الجمعة الماضي حين أطلقت عناصر أمنية قنابل الغاز والرصاص المطاطي، لكنها لم تتمكن من اقتحام الزنازين.
وبسبب محاولات الاقتحام، وجه المعتقلون نداءات للمنظمات الدولية وللمبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا للتدخل لإنقاذهم من "إبادة" محتملة.
وتم التوصل نهاية الأسبوع لاتفاق جزئي تمّ بموجبه الإفراج عن نحو ثلاثين معتقلا. وتوجه بعض المفرج عنهم إلى بلدة قلعة المضيق الخاضعة للمعارضة السورية المسلحة في ريف حماة، في حين فضل البعض الآخر البقاء في مدينة حماة الخاضعة للنظام.
ويقبع عشرات الآلاف من السوريين في السجون، وأغلب هؤلاء اعتقلوا بشبهة معارضة النظام، وقد توفي مئات منهم تحت التعذيب خلال السنوات الخمس الماضية.