أنصار الصدر ينهون اعتصامهم بالمنطقة الخضراء

Followers of Iraq's Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr hold a sit-in at Grand Festivities Square in Baghdad, in Iraq April 30, 2016. REUTERS/Wissm al-Okili
أنصار الصدر قالوا إنهم سيتظاهرون مجددا الجمعة القادم (رويترز)

أعلن أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إنهاء اعتصامهم والانسحاب من ساحة الاحتفالات الكبرى في المنطقة الخضراء (وسط بغداد) بعد 24 ساعة من عبور أسوار هذه المنطقة المحصنة واقتحام مقر البرلمان، بينما أدانت الرئاسات الثلاث وعدد من قادة الكتل السياسية في العراق هذا الاقتحام، ووصفوه بالتجاوز الخطير لهيبة الدولة.

وقال متحدث باسم المعتصمين إن القرار جاء بسبب تزامن الاعتصام مع مناسبة زيارة موسى بن جعفر الكاظم (الإمام المعصوم السابع لدى الشيعة) واحتراما للزوار، داعيا في الوقت ذاته إلى التظاهر يوم الجمعة القادم لتجديد المطالبة بتشكيل حكومة كفاءات من المستقلين على أن يصوت عليها مجلس النواب خلال جلسة واحدة.

من جهتها، قالت رئاسة الهيئة السياسية للتيار الصدري إن كتلة الأحرار التابعة لها مستمرة في تعليق عملها السياسي حتى تصحيح مسار العملية السياسية وإنجاز الإصلاحات التي طالب بها المتظاهرون.

وأضافت الهيئة -في بيان لها- أن اقتحام المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان العراقي من قبل المتظاهرين ما هو إلا رسالة تحذير للأحزاب التي "عميت عن رؤية الحقيقة"، مبينة أن السبب في كل ما حصل هو "التخبط والاضطراب" الذي اعترى العملية السياسية، والتغاضي عن "مطالب الشعب، و"الإمعان" في تكريس الفشل المتمثل في الإدارة السيئة لمؤسسات الدولة.

وأكدت الهيئة في بيانها رفضها أي اعتداء يطول الأنفس المحرمة وأي ترويع للآمنين أو أي تعدٍ على ممتلكات الدولة العامة والممتلكات الخاصة وأي محاولة لحرف جهود الإصلاح عن هدفها النبيل. 

الرئاسات تدين
وتزامن ذلك أن أدانت الرئاسات الثلاث وعدد من قادة الكتل السياسية في العراق اقتحام متظاهرين مجلس النواب والاعتداء على عدد من أعضائه، ووصفوا ذلك بالتجاوز الخطير لهيبة الدولة.

وقال بيان للرئيس العراقي فؤاد معصوم إن الرئاسات وقادة الكتل رأوا في ختام اجتماع عقدوه اليوم الأحد أن ما حدث يعد خرقا فاضحا للإطار الدستوري يستدعي مقاضاة المعتدين أمام العدالة، مؤكدا دعم المجتمعين للقوات الأمنية، وحثها على القيام بمسؤوليتها في حفظ الأمن العام للمواطنين وحماية المؤسسات من أي تجاوز عليها من أي جهة كانت.

ودعا المجتمعون إلى اعتماد القانون والسياقات الدستورية في فرض سيادة القانون وهيبة الدولة.

من جهته، طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بملاحقة الذين خرقوا القانون من بين المتظاهرين.

وقال مكتب العبادي -في بيان اليوم الأحد- إن "رئيس الوزراء وجّه وزير الداخلية محمد الغبان بملاحقة العناصر الذين اعتدوا على القوات الأمنية وأعضاء مجلس النواب وقاموا بتخريب الممتلكات العامة، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".

أما رئيس كتلة "متحدون للإصلاح" أسامة النجيفي فقد حمّل العبادي مسؤولية اقتحام آلاف المتظاهرين المنطقة الخضراء.

وقال النجيفي إن ما حدث يؤشر على جملة من الحقائق ينبغي الوقوف عندها بهدف معالجتها بدل الدوران في حلقة مفرغة لا تقود إلا إلى "تدمير العراق وضرب وحدته وطعن أهداف شعبه".

من جانبها، أدانت الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي اليوم عملية اقتحام البرلمان أمس السبت، مؤكدة أنه سيكون لها موقف آخر من هذه الأحداث.

وشددت الكتل الكردستانية على أن هذه الأفعال تظهر أن هناك أجندة حزبية وشخصية وراءها، مشيرة إلى أنها ستعيد النظر في مشاركتها في العملية السياسية بالعراق. 

وكان المتظاهرون تمكنوا أمس بعد إزالة بعض الحواجز الإسمنتية من اقتحام المنطقة الخضراء وسيطروا لعدة ساعات على مقر مجلس النواب (البرلمان) عقب فشله في عقد جلسته للتصويت على الحكومة لعدم اكتمال النصاب، كما شهدت العاصمة إعلان حالة الطوارئ بالتزامن مع انتشار أمني واسع.
    
وقام بعض المتظاهرين بالاعتداء على نائب على الأقل واعتراض سيارات اعتقدوا بأنها تعود لنواب في المجلس، إضافة إلى إلحاق أضرار في بعض المكاتب الرسمية.
    
وحاول آخرون احتواء غضب رفاقهم وتنظيم المظاهرة لتكون سلمية، واكتفى البعض بالتقاط صور داخل مبنى البرلمان.

المصدر : وكالات