قتلى بغارات روسية وتقدم لقوات النظام بريف دمشق

قتل شخصان وأصيب عشرون آخرون في غارات روسية مكثفة على مدينة تدمر بمحافظة حمص (وسط سوريا) مساء أمس الثلاثاء، كما قتل وأصيب مدنيون سوريون -بينهم أطفال- بنيران قوات النظام في إدلب ودرعا، في حين سيطرت قوات النظام على مزيد من المواقع في أطراف بلدة بالا (جنوبي الغوطة الشرقية) في ريف دمشق، في خرق جديد للهدنة السارية منذ أكثر من أسبوع. 

فقد أفاد مراسل الجزيرة ميلاد فضل بأن طفلة قتلت والعشرات أصيبوا جراء قصف مدفعي لقوات النظام على منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

وسقط الضحايا، وكلهم من المدنيين، بعد استهداف قوات النظام المتمركزة بمعسكر جورين في ريف اللاذقية الشمالي الأحياء السكنية بمدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، كما تسبب القصف في أضرار بالمنازل.

وقال المراسل إن طائرات روسية شنت أمس غارات على بلدة أبو الظهور ومطار تفتناز بريف إدلب الشرقي، مما تسبب في أضرار مادية في المباني المستهدفة، مشيرا إلى تصاعد لحركة الطيران الحربي الروسي والسوري في المنطقة مقارنة بالأيام القليلة الماضية.

وكانت بلدة أبو الظهور تعرضت الاثنين لقصف استهدف سوقا للمحروقات فيها، وقال مراسل الجزيرة إن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 17 قتيلا، وأضاف أن القصف شمل أمس أيضا بلدتين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

وفي درعا (جنوبي سوريا)، قتل رجل وطفلة حين قصفت قوات النظام بالمدافع حي طريق السد الخاضع للمعارضة، وفق ناشطين.

ويأتي القصف من قبل روسيا وقوات النظام رغم الهدنة السارية منذ 27 فبراير/شباط الماضي، التي تستثني جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين قتل عشرات المدنيين بقصف من الطائرات الروسية وقوات النظام.

‪مقاتلون من فصيل
‪مقاتلون من فصيل "جيش السنة" بريف إدلب الجنوبي الذي يتعرض للقصف من الطائرات الروسية وقوات النظام‬ (رويترز)

تمهيد روسي
ورغم الهدنة واصل الطيران الروسي غاراته على عدة محاور سعيا لتمهيد الطريق أمام قوات النظام للتقدم.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر للجزيرة إن طائرات روسية شنت غارات كثيفة على محور قرية كبينة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين فصائل معارضة، وما يعرف بغرفة العمليات المشتركة بين روسيا وقوات النظام.

وقالت تلك المصادر إن هذه الغارات ترافقت مع محاولات قوات النظام للتقدم على هذا المحور، الذي يشرف على الطريق الواصل لمناطق سيطرة المعارضة بريف إدلب الغربي. وكانت قوات النظام استهدفت أمس الأول طريق أوبين اليمضية، ومناطق سيطرة المعارضة في جبل التفاحية بريف اللاذقية الشمالي.

وفي ريف دمشق، قالت مصادر للجزيرة إن قوات النظام سيطرت على مواقع جديدة على أطراف بلدة بالا جنوبي الغوطة الشرقية بعد هجوم بدأته مساء الاثنين على مواقع المعارضة المسلحة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف المنطقة.

وبهذا التقدم، باتت قوات النظام تشرف على الطريق الوحيد لبلدتي دير العصافير وزبدين، مما قد يفصلهما عن بقية مناطق الغوطة الشرقية. وفي ريف دمشق الغربي، استهدفت طائرات حربية سورية بلدة "خان الشيح" بأكثر من عشرة براميل متفجرة، كما قصفت الطريق الواصل بين بلدتي خان الشيح وزاكية.

وفي دوما في ريف دمشق، أصيب عدة مدنيين جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية.

على صعيد آخر، انسحب تنظيما جبهة النصرة و"جند الأقصى" من بلدة العيس وتل سيريا تيل بريف حلب الجنوبي، وذلك بعد معارك مع قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي ومليشيات أجنبية.

وتزامن الانسحاب مع غارات روسية مكثفة على مختلف بلدات ريف حلب الجنوبي، وبلدة "أورم الكبرى" الخاضعة للمعارضة المسلحة بريفها الغربي. من جهتها، تحدثت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء عن تسجيل سبعة خروقات للهدنة خلال الساعات الـ24 الماضية بمحافظات حلب وإدلب واللاذقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات