بلغاريا تمنع مشاركة الفلسطينيين بتشريح جثة النايف
وكانت التحريات الأولية في قضية اغتيال النايف أشارت إلى وجوده ملقى في حديقة السفارة الفلسطينية بالعاصمة صوفيا وعليه آثار تعذيب.
وشرعت السلطات البلغارية اليوم السبت في عملية تشريح جثة النايف لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاته.
ونقل المراسل عن النائب العام البلغاري أن النايف وجد في حالة حرجة، وأنه نقل حيا إلى المستشفى ولفظ أنفاسه داخل سيارة الإسعاف.
كما ذكر المراسل عن مصادر أن جثة الأسير الفلسطيني السابق لا يوجد فيها أي أثر لطلقات نارية، وإنما يبدو من المعاينة الأولى كأنه ألقي من مكان شاهق، علما بأن المنطقة التي وجد فيها النايف ليست فيها بنايات عالية.
في هذه الأثناء، غادر الوفد الفلسطيني الرسمي الذي كلفه الرئيس محمود عباس بالتحقيق في ملابسات اغتيال النايف مدينة رام الله متوجها إلى العاصمة البلغارية صوفيا، وهو مشكل من ممثل عن الجبهة الشعبية التي انتمى إليها النايف ومسؤول أمني من المخابرات الفلسطينية ووكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات.
وقد غارد الوفد الأراضي الفلسطينية متوجها إلى بلغاريا، ومن المتوقع أن يصل إليها مساء اليوم.
ورفضت الجهات الفلسطينية الرسمية التعقيب على الأنباء التي قالت إن السلطات البلغارية ترفض السماح لممثلين فلسطينيين في عملية تشريح جثمان النايف.
غياب الأمن
وأفاد مراسل الجزيرة بأن السفارة الفلسطينية في صوفيا لا تتضمن أي معايير أمنية، إذ لا توجد هناك أي حراسة ليلية أو نهارية ولا كاميرات مراقبة، وهو ما يعني أن النايف لم يكن محميا بالشكل المطلوب داخل السفارة.
وقد أدانت كافة الفصائل الفلسطينية اغتيال النايف واتهمت فصائل -بينها حركة حماس والجهاد الإسلامي– إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال النايف، وحملت عائلته كلا من الخارجية الفلسطينية والسفارة في العاصمة البلغارية المسؤولية عن عدم حمايته.
كما قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الجمعة تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات اغتيال النايف.
وتعود قصة عمر النايف إلى العام 1986 حين اعتقل بتهمة المشاركة في قتل مستوطن بمدينة القدس وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من السجن نقل إلى مستشفى في مدينة بيت لحم، حيث تمكن في وقت لاحق من الهرب إلى دولة عربية، ثم استقر في بلغاريا عام 1994.
ورغم مرور ثلاثة عقود على قتل المستوطن ظل النايف مطلوبا وملاحقا وهدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي.