تخوف من "شلال دم" بحلب ومناشدات لإغاثة المدنيين

تصل المخاوف إلى منتهاها في الأحياء المتبقية في حلب الشرقية التي يحاصرها النظام مع اشتداد القصف، ويخشى المدنيون من ارتكاب قوات النظام عمليات إعدام جماعي أوممارسات تحمل طابع الانتقام، بينما تعالت الأصوات محذرة من "شلال دم" لا تجد لها صدى حتى الآن.

ومن داخل أحد المستشفيات الميدانية المحاصرة في حلب، يؤكد الطبيب سالم أبو النصر أن المدينة توشك أن تتحول إلى ساحة مجزرة، وطالب بالعمل على وقف قصف المدنيين، قائلا إن المطلب الأساسي لأهالي حلب الآن هو وقف القصف.

من جهته، وجه الناشط السوري جود الخطيب رسالة من الأحياء المحاصرة شرقي حلب قال فيها إن المطلب الوحيد الآن ليس إخراج المدنيين من المناطق المحاصرة، بل وقف ما وصفه بشلال الدم.

وبقي أكثر من مئة ألف نسمة في ما تبقى من أحياء تسيطر عليها المعارضة، رفض كثير منهم الخروج باتجاه مناطق قوات النظام حين سيطرت على أحيائهم ولجؤوا إلى مناطق ليس فيها إلا الدمار والقصف والجوع.

وقال بلال عبد الكريم وهو أميركي يعمل مراسلا لمؤسسة (أخبار من الميدان) إن الكلمات التي سجلها قد تكون الأخيرة وإن قوات النظام السوري تكاد تُطبق على شرقي حلب بالكامل والغارات الجوية تزداد ضراوة.

من جانبه، أكد سفير الائتلاف السوري المعارض في الولايات المتحدة نجيب الغضبان أن جميع التحركات الحالية تهدف إلى توفير ممرات إنسانية آمنة للمدنيين في حلب بعد فشل الأمم المتحدة في توفير ذلك.

وقال إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها فضلا عن القوات الروسية يرتكبون جرائم ضد الإنسانية ليس ضد أبناء سوريا فحسب وإنما ضد العالم أجمع، على حد تعبيره.

وقال يان إيغلاند مستشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا اليوم الثلاثاء إن حكومتي روسيا وسوريا مسؤولتان بالتساوي "عن الفظائع التي ترتكبها المليشيات المنتصرة في حلب الآن".

‪حركة نزوح كبيرة للمدنيين من الأحياء الشرقية لحلب لكن الآلاف يخشون من مجازر بالأحياء المتبقية بيد المعارضة‬ (ناشطون)
‪حركة نزوح كبيرة للمدنيين من الأحياء الشرقية لحلب لكن الآلاف يخشون من مجازر بالأحياء المتبقية بيد المعارضة‬ (ناشطون)

قصف ونهب وهلع
ومع اشتداد عمليات القصف واقتراب قوات النظام من المعاقل الأخيرة للمعارضة شرقي حلب، يقول مصدر في المعارضة السورية المسلحة للجزيرة إن روسيا ترفض حتى الآن كل مقترحات وقف القصف وإخراج المدنيين من تلك الأحياء.

وتتعرض الأحياء المتبقية بيد المعارضة إلى قصف مدفعي عشوائي عنيف، أوقع عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى، في ظل شلل عمل فرق الدفاع المدني وحالة هلع، وتؤكد مصادر محلية أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها نفذت عمليات إعدام جماعية شملت نساء وأطفالا.

وفي سياق القتل والتجويع شرق المدينة، قال بر يتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي (المعارض) لمدينة حلب إن "النظام استولى على مخزوننا الغذائي في حلب، كما استولى على مخازن الطحين، حيث لم يعد يوجد غذاء بالمدينة".

وتتزايد المخاوف لدى المدنيين من أن قوات النظام تعتبر أن كل من لم ينزح إلى مناطقه خلال الأيام الماضية يشكل الحاضن الشعبي للمعارضة المسلحة، مما يعرضهم لعمليات انتقام واسعة.

وفي سياق متصل، قال وفد البرلمانيين الفرنسيين الثلاثة الذين كان من المفترض دخولهم الأراضي السورية وطرح مبادرة لإجلاء المدنيين من مدينة حلب إن الحكومة الفرنسية نصحتهم بعدم إكمال مهمتهم بسبب خطورة الوضع، وإن السلطات التركية منعتهم من عبور الحدود.

وأكد عضو الوفد أرفيه ماريتون إن المبادرة تقضي بهدنة لمدة 24 ساعة في حلب يجري خلالها إجلاء مئة ألف مدني من المدينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات