اجتماع باريس ينتهي بدعوات دون وسائل تنفيذ

Ministers and delegates attend a meeting on the Syria crisis at the French Foreign Ministry in Paris, France, December 10, 2016. REUTERS/Thibault Camus/Pool
اجتماع أصدقاء الشعب السوري في باريس (رويترز)

جدد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري -الذي عقد في باريس اليوم- الدعوة إلى إيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، وضرورة تقديم المساعدات للمحاصرين وتوفير ممرات آمنة، دون أن يخرج باتفاق محدد على تنفيذ ذلك.

وشارك في الاجتماع -الذي يهدف إلى بحث سبل وقف المجازر ومحاولة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية– كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا، إلى جانب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب، ورئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حجي حسن.

وقال وزير خارجية فرنسا جان مارك أيرولت -في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع- إن الموقف في حلب مأساوي للغاية ويجب وقف القتال والقصف الجوي.

وأضاف أن العمليات الروسية في سوريا تنطوي على دعم حاكم مستبد أكثر منها لمحاربة الإرهاب.

وكشف الوزير الفرنسي أن ممثل المعارضة السورية رياض حجاب أبلغ المجتمعين استعداد المعارضة لاستئناف المفاوضات من دون شروط، ونبّه إلى أن هذا العرض للسلام يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.

أما وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني فقال إن ما يحدث في حلب يعدّ جريمة حرب.

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، شدد الوزير على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

من جانبه أشار وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إلى أن اجتماع باريس قيَّم احتمالات الهدنة في شرق حلب وإدخال مساعدات للمدنيين، دون التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد.

وشدد الوزير الألماني على أن داعمي المعارضة السورية لم يتخلوا عن حلب، وسيستخدمون شتى الوسائل المتاحة للتوصل إلى حل سياسي.

‪كيري‬  (وسط) (رويترز)
‪كيري‬ (وسط) (رويترز)

جرائم حرب
أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فاتهم النظام السوري بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب".

ودعا الوزير الأميركي -خلال المؤتمر الصحفي- روسيا إلى إظهار "شيء من الرحمة" عندما يجتمع الخبراء الأميركيون بنظرائهم الروس في جنيف اليوم للتوصل إلى اتفاق يمكّن المدنيين والمقاتلين من مغادرة مدينة حلب المحاصرة.

وقال كيري إن "المقاتلين لا يثقون في أن موافقتهم على الرحيل عن حلب ستنقذ المدينة، أو أنهم لن يمسهم سوء وستكون لهم حرية حركة ولن تتم مهاجمتهم فورا".

ولخص مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان ما جرى في باريس اليوم بأنه مجرد دعوات فقط لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات، في ظل غياب رسالة محددة وواضحة توجه للنظام السوري أو روسيا.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو استبق الاجتماع بالتشكيك في أن تسفر المحادثات فيه عن نتائج ملموسة.

وقال أوغلو في تصريحات إعلامية في باريس إن مقاتلي المعارضة يخاطرون بتعرضهم للقتل في مناطق أخرى من سوريا إذا غادروا حلب.

ويأتي اجتماع باريس بينما أعلنت روسيا أن جيش النظام السوري يسيطر عمليا على 93% من مدينة حلب، مما دفع عشرات آلاف المدنيين للفرار منها.

المصدر : الجزيرة + وكالات