نازحو الموصل يواجهون أوضاعا مأساوية

Displaced Iraqi children, who fled the Islamic State stronghold of Mosul, stand at a fence at Debaga camp for the displaced on the outskirts of Erbil, Iraq, December 1, 2016. REUTERS/Thaier Al-Sudani
أطفال نازحون في مخيم ديبكة التابع لقضاء مخمور شرقي الموصل (رويترز)

يعاني النازحون الفارون من معارك مدينة الموصل أوضاعا مأساوية بالغة الصعوبة في مخيمات النزوح، وسط تحذيرات أممية من تدهور الأوضاع أيضا داخل المدينة في ظل احتدام القتال وشح المياه والغذاء.

وقال نازحون في مخيم حسن شام للجزيرة إنهم يعانون من انعدام الكهرباء وشح الماء وندرة الخدمات الطبية، خصوصا للمصابين بأمراض مزمنة، حيث لا تسمح لهم السلطات بمغادرة المخيم لمتابعة العلاج في مدينة أربيل.

وأضاف النازحون أن الأوضاع تفاقمت مع دخول موسم الأمطار التي حولت المخيم إلى مستنقعات.

وفي هذا السياق، قال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إن النزوح تسبب في تفريق عائلات عن بعضها بعضا ويصعب لم شملها "لأسباب أمنية"، وهو ما أثار قلق المنظمات الحقوقية.

ويتحدث التقرير عن جملة من الأمثلة، منها حالة إحسان إسماعيل الذي فر من قريته أبو جربوعة شرقي الموصل قبل ساعة فقط من والده ووالدته وشقيقه، ونقلته القوات الكردية إلى مخيم الخازر على أن يلحق به أفراد عائلته، لكنهم نقلوا إلى مخيم آخر ومنع إحسان من الانضمام إليهم منذ شهر.

وتمنع القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية التي تشرف على المخيمات النازحين من الخروج وتفرض عليهم البقاء داخله، وهو ما وصفته هيومن رايتس ووتش بعملية "احتجاز".

من جانبه، عزا أمين عام وزارة البشمركة جبار ياور تلك الإجراءات إلى "الأسباب الأمنية"، قائلا "نحن في حالة حرب مع جهة إرهابية تستخدم كل الطرق الممكنة لشن عمليات إرهابية داخل المدن، وقد يتسلل عناصر من تنظيم الدولة بين النازحين وينشؤون خلايا سرية".

وأضاف أن "هذا أمر طبيعي، يبقى النازحون في المخيمات إلى حين فحصهم من الناحية الأمنية". لكن المشكلة أن هذا الفحص يستغرق أسابيع طويلة جدا.

تحذيرات أممية
وفي مدينة الموصل -حيث يجد السكان أنفسهم محاصرين في ظل القتال بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية– أفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بأن أهالي المدينة يواجهون وضعا مروعا، وأن أوضاع أكثر من مليون منهم مأساوية، خصوصا أن احتياطيات الغذاء تكاد تنفد وأن المياه انقطعت عن السكان.

وقالت المنظمة أمس الأربعاء في تقريرها إن المياه انقطعت عن أكثر من 650 ألف شخص بعد تضرر خط أنابيب رئيسي جراء المعارك.

وأوضح ممثل يونيسيف في العراق بيتر هوكينز أن الأطفال وأسرهم يواجهون وضعا مروعا، فهم "ليسوا في خطر التعرض للقتل أو الإصابة في تبادل إطلاق النار فحسب، لكن ربما هناك الآن ما يربو على نصف مليون شخص لا يملكون مياها آمنة للشرب".

ومع قدوم الشتاء يقول عمال الإغاثة إن الحصار يشتد ويوشك على الاكتمال حول الموصل، في حين تواجه الأسر الفقيرة صعوبات في الحصول على ما تقتات به نتيجة الارتفاع الحاد في الأسعار.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية