عباس يقترح برنامجا لـ"فتح" يرتكز على "السلام الإستراتيجي"

Palestinian President Mahmoud Abbas gestures during Fatah congress in the West Bank city of Ramallah November 30, 2016. REUTERS/Mohamad Torokman
عباس يقترح برنامجا جديدا لفتح ويؤكد حرصه على تحقيق المصالحة مع حماس (رويترز)

تصدر "التمسك بالسلام خيارا إستراتيجيا" مع إسرائيل "برنامج العمل الوطني للمستقبل" الذي تقدم به رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس للمؤتمر السابع لحركة التحرر الوطني الفلسطيني "فتح" مساء أمس الأربعاء في رام الله.

و في خطاب مطول استمر ثلاث ساعات جدد عباس دعوته إلى تحقيق السلام مع إسرائيل عن طريق الحوار قائلا "ستبقى يدنا ممدودة للسلام، نحن متمسكون بسلام عادل وشامل كخيار إستراتيجي على أساس حل الدولتين، ونحن نؤكد على أن سلامنا لن يكون استسلاما بأي ثمن مع الحفاظ على ثوابتنا الوطنية".
 
وطالب عباس الحكومة الإسرائيلية "بتنفيذ التزاماتها ووقف النشاطات الاستيطانية من ضمنها التي في القدس الشرقية المحتلة، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان".
 
وشدد عباس على التمسك بـ"الثوابت الوطنية الفلسطينية وفي طليعتها إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل".
 
وأضاف أن من هذه الثوابت أيضا "إيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استنادا إلى قرار الجمعية العامة 194 وكما حدد في مبادرة السلام العربية لعام 2002، وحل قضايا الوضع النهائي كافة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وبخاصة القدس الشرقية المحتلة، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتأكيد على رفضنا الحديث عن القدس باعتبارها عاصمة لدولتين، أو عاصمة فلسطين في القدس".
 
وتعهد عباس بـ "العمل باتجاه مراجعة الاتفاقيات الموقعة كافة مع الجانب الإسرائيلي، نتيجة لانتهاء مددها، وتغيير الظروف وعدم التكافؤ بين الطرفين، وعدم التزام الجانب الإسرائيلي بتلك الاتفاقات".
 
وأضاف "سنظل نعمل بكل إصرار لتنال فلسطين عضويتها الدائمة والكاملة في الأمم المتحدة، وسيستمر سعينا ونضالنا لإنهاء الاحتلال، وتحقيق حرية شعبنا، واستقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية".
 
وقال "إن اعترافنا بدولة إسرائيل ليس مجانيا، ويجب أن يقابله اعتراف مماثل، ونؤكد أن الدول التي تعترف بحل الدولتين عليها أن تعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة".

‪جانب من المشاركين في المؤتمر السابع لحركة فتح المنعقد برام الله‬  جانب من المشاركين في المؤتمر السابع لحركة فتح المنعقد برام الله (رويترز)
‪جانب من المشاركين في المؤتمر السابع لحركة فتح المنعقد برام الله‬  جانب من المشاركين في المؤتمر السابع لحركة فتح المنعقد برام الله (رويترز)

جنازة بيريز
و دافع عباس عن مشاركته في جنازة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في 30 سبتمبر/أيلول الماضي التي ووجهت بانتقادات حادة، مؤكدا أن خطوته تلك "كانت بهدف إرسال رسالة إلى الجميع بأننا نسعى لتحقيق السلام، بل وأننا على استعداد للذهاب إلى أي مكان، وحتى إلى نهاية العالم، لنحقق مطالب شعبنا في الحرية والاستقلال".
 
كما أكد عباس عزمه على تحقيق المصالحة بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس) وقال "أوجه من جديد نداء مخلصا إلى حركة حماس، لإنهاء الانقسام عبر بوابة الديمقراطية الوطنية، وبمشاركة جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي نراها أقصر الطرق لإنجاز الوحدة الوطنية".
 
المصالحة
وأوضح أن تحقيق المصالحة الوطنية يكون "عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية عامة، وإجراء الانتخابات المحلية، مع استمرار جهودنا الحثيثة لفك الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة.

وشدد عباس على أهمية "ترسيخ وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية وتطويرها في المجالات كافة"، مؤكدا "رفض الهيمنة على المنطقة بأشكالها كافة، ورفض استبدال الهيمنة الدولية بالهيمنة الإقليمية بأي مكان".

كما أكد أيضا تطلع الفلسطينيين "لبناء علاقة إيجابية وبناءة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وفقا للأسس والركائز الواردة أعلاه".

وانطلقت الثلاثاء أعمال مؤتمر فتح السابع في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله أول أمس الثلاثاء ويستمر خمسة أيام، بحضور ستين وفداً عربيا ودوليا، وجميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي.

وكان لافتا في اليوم الأول لمؤتمر حركة فتح مشاركة وفد من حركة حماس وإلقاء كلمة نيابة عن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل تضمنت عرضا على حركة فتح بـ"الشراكة"، ويرى البعض في مشاركة حماس مؤشرا على تقارب محتمل بين الطرفين الفلسطينيين.

وسيكون الحدث الأبرز خلال المؤتمر اعتبارا من غد الجمعة انتخاب الهيئات القيادية: المجلس الثوري المؤلف من ثمانين عضوا منتخبا وحوالي أربعين معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضوا منتخبا وأربعة يعينهم الرئيس.
  
وجددت حركة "فتح" الثلاثاء ثقتها بعباس البالغ من العمر 82 عاما، بانتخابه قائدا عاما للحركة خلال الجلسة الأولى للمؤتمر المنعقد في رام الله.

المصدر : الجزيرة + وكالات