"سوريا الديمقراطية" تبدأ معركة الرقة بإسناد أميركي
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف بشكل رئيسي من مقاتلين أكراد بدء هجوم لانتزاع مدينة الرقة (شمالي سوريا) من تنظيم الدولة الإسلامية بإسناد جوي أميركي، وركزت على الاتفاق مع واشنطن على استبعاد تركيا من العملية.
وقالت المتحدثة باسم العملية جيهان شيخ أحمد في المؤتمر "نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها". وأوضحت أن العملية بدأت ميدانيا مساء أمس السبت مع تشكيل غرفة عمليات.
وناشدت قوات سوريا الديمقراطية المدنيين في الرقة الابتعاد عن مواقع تجمع عناصر تنظيم الدولة و"التوجه نحو المناطق التي سيتم تحريرها".
يُذكر أن هذه القوات أعلنت هجوما سابقا للسيطرة على الرقة قبل عدة أشهر، لكن العملية توقفت بسبب فشلها في التقدم، حيث تتمركز هذه القوات على مسافة تقدر بخمسين كيلومترا شمال المدينة.
استبعاد تركيا
وأكد المتحدث العسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو -لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم- وجود اتفاق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على استبعاد أي دور لتركيا والفصائل السورية المتحالفة معها في معركة الرقة.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية منظمة "إرهابية" مرتبطة بـحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن قواته -التي تقاتل تنظيم الدولة والأكراد على حد سواء في محافظة حلب (شمالي سوريا) قرب الحدود التركية- ستتجه إلى الرقة، رافضا مشاركة الأكراد في العملية.
دور التحالف
من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إنه ينبغي على التحالف الدولي أن يبدأ الهجوم على الرقة بالتزامن مع العملية العسكرية الدائرة للسيطرة على مدينة الموصل (شمالي العراق) من تنظيم الدولة.
وصرح الوزير الفرنسي لإذاعة "أوروبا 1" بأنه يرى أن هذا التزامن أمر ضروري.
ويأتي هجوم "سوريا الديمقراطية" على الرقة، بالتزامن مع العملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية وأطراف أخرى لاستعادة مدينة الموصل، والتي بدأت قبل ثلاثة أسابيع بإسناد جوي من التحالف الدولي.
وتُعد الرقة والموصل آخر معقلين كبيرين لتنظيم الدولة، الذي يسيطر على مركز محافظة الرقة منذ يناير/كانون الثاني 2014.
وفي أغسطس/آب 2014، بسط التنظيم سيطرته على هذه المحافظة الغنية بالحقول النفطية والقطن والقمح، ثم خسر مناطق فيها أبرزها تل أبيض وعين عيسى اللتان سيطر عليهما الأكراد.
ويأتي بدء الهجوم بعد أسبوعين من إعلان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن فكرة شن عمليتين متزامنتين في الموصل والرقة "جزء من تخطيطنا منذ فترة طويلة" مرجحا بدء الهجوم "في الأسابيع المقبلة" بالتعاون مع "قوات محلية فاعلة ومتحمسة".