تسع دول عربية تنسحب من القمة العربية الأفريقية

قال المغرب إنه انسحب بمعية ثماني دول عربية أمس الثلاثاء من مؤتمر القمة العربية الأفريقية الرابعة في غينيا الاستوائية بسبب وضع يافطة جبهة البوليساريو في المؤتمر، بينما رفع المجلس الوزاري للقمة العربية الأفريقية الخلاف بشأن مشاركة البوليساريو إلى اجتماع القادة اليوم.

وقالت الرباط إن من بين الضوابط هو أن تقتصر المشاركة في الأنشطة التي تجمع الطرفين العربي والأفريقي على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، وذلك بعدما وضع منظمو القمة في قاعة الاجتماعات علم ويافطة جبهة البوليساريو التي أعلنت من جانب واحد قيام ما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهي ليست عضوا في الأمم المتحدة، ولكنها عضو في الاتحاد الأفريقي.

القانون الدولي
وربطت الدول العربية المنسحبة تغيير موقفها بما وصفته بـ"عودة الأمور إلى نصابها"، وقالت إن "جل الدول ساندت هذا الموقف الواضح والمنسجم مع مبادئ القانون الدولي وعلى رأسها احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية".

وقالت مراسلة الجزيرة في غينيا الاستوائية زينب بنت أربيه نقلا عن مصادر أنه من المحتمل أن يجتمع القادة المشاركون في القمة قبل الجلسة الافتتاحية اليوم الأربعاء لمناقشة موضوع الدول العربية المنسحبة.

وذكرت مصادر للمراسلة أن الاتحاد الأفريقي لم يوجه دعوة رسمية إلى جبهة البوليساريو للمشاركة في القمة العربية الأفريقية، وأن المشكلة تكمن في وضع يافطة الجبهة داخل قاعة الاجتماعات المخصصة للقمة.

وقد عقد أول أمس الاثنين اجتماع وزراء الخارجية العرب والأفارقة للتحضير للقمة العربية الأفريقية المنعقدة اليوم، واعترض أثناءه وزير المغتربين المغربي أنيس بيرو على مشاركة وفد البوليساريو.

وأعلن سفير السعودية لدى مصر والجامعة العربية أحمد بن عبد العزيز قطان أن بلاده انسحبت تضامنا مع المغرب، وقال في المجلس الوزاري إن السعودية تساند المغرب في انسحابها من القمة، وكل ما يمس سيادة الدولة المغربية ترفضه السعودية.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر دبلوماسي أفريقي قوله إن انسحاب الوفود من القمة تسبب في إخلال كبير بأعمالها، مما اضطر رئيس المجلس الوزاري للقمة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى رفع أعمال اجتماعات المجلس الوزاري.

رفع الخلاف
وذكرت الوكالة نفسها أن المجلس الوزاري استأنف جلساته مساء أمس الثلاثاء، وقرر رفع الخلاف إلى اجتماع قادة الدول العربية والأفريقية المنعقد اليوم الأربعاء، وذلك في ظل تمسك الجامعة العربية بإبعاد وفد الجبهة من القمة، وإصرار مفوضية الاتحاد الأفريقي على مشاركته.

يشار إلى أن أزمة الصحراء الغربية بدأت في العام 1975 عقب زوال الاحتلال الإسباني في المنطقة ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، قبل أن يتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.