الجيش الحر يتأهب لمهاجمة مدينة الباب بدعم تركي

Rebel fighters gather during their advance towards the Islamic State-held city of al-Bab, northern Syria October 26, 2016. Picture taken October 26, 2016. REUTERS/Khalil Ashawi
مقاتلون من الجيش الحر خلال تقدمهم تجاه مدينة الباب في ريف حلب الشرقي (رويترز)
أعلن نائب رئيس الوزراء التركي أن حكومته باشرت مجددا إسنادها الجوي للجيش السوري الحر في إطار عملية "درع الفرات"، يأتي ذلك في وقت تقترب كتائب للجيش الحر من مدينة الباب بريف حلب الشرقي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية مع إعلان قادة عسكريين عن هجوم وشيك لاستعادة المدينة من التنظيم.

وفي تصريح صحفي اليوم الاثنين خلال اجتماع مجلس الوزراء بالعاصمة التركية أنقرة، أشار نعمان قورتولموش إلى أنه مع اقتراب الجيش الحر من مدينة الباب بات يمكن لتركيا مجددا أن توفر الدعم اللوجستي له من الجو، في ضوء المحادثات مع الأطراف المعنية بما فيها روسيا، مؤكدا أن أنقرة ستوقف عملية درع الفرات عند تحقيق كافة أهدافها.

وأوضح أن الهدف يكمن في تطهير مساحة خمسة آلاف كلم مما وصفها بالمنظمات الإرهابية وانسحاب حزب االاتحاد الديمقراطي (ذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية) من مدينة منبج شرقي حلب، وتطهير المنطقة من تنظيم الدولة ليتمكن السكان من العودة إلى مناطقهم.

ودعما للجيش الحر أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمالي سوريا) تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من تنظيم الدولة ومنع وصول وحدات حماية الشعب الكردية للمنطقة الحدودية مع تركيا.

ونجحت "درع الفرات" خلال ساعات في استعادة جرابلس ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقا طرد التنظيم من كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبق أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة التنظيم.

واستكمالا لعملية درع الفرات، نقلت وكالة رويترز عن قائدين في المعارضة السورية المسلحة استعداد مقالتيهم لبدء هجوم لطرد تنظيم الدولة من مدينة الباب.

وتتحول مدينة الباب سريعا إلى صدع كبير في الحرب بشمال سوريا حيث أصبح مقاتلو الجيش الحر المدعوم من الجيش التركي أقرب من أي وقت مضى من الخطوط التي يسيطر عليها النظام السوري وحلفاؤه من المليشيات في حلب.

اقتحام وشيك
وقال قائد مجموعة تقاتل تحت لواء الجيش الحر وتشارك في عملية درع الفرات لوكالة رويترز "لا يفصلنا شيء عن الباب"، مؤكدا أن قواته ستكون داخل الباب في غضون أيام قليلة جدا وربما ساعات.

وفي السياق أكد قائد آخر يدعى باسمه الحركي "أبو أسعد دابق" أن مقاتلي الجيش الحر باتوا على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات من مدينة الباب، في وقت قال سكان إن مدفعية القوات التركية والجيش الحر تقصف المناطق المحيطة بالمدينة التي لا تبع سوى 30 كلم جنوبي الحدود التركية السورية.

وتقع الباب أيضا على نفس المسافة من حلب، مما يعني أن السيطرة عليها قد تساعد مقاتلي المعارضة السورية على التقدم لمواجهة القوات الموالية للنظام والتي تحاصر رفاقهم داخل المناطق الشرقية من حلب.

وفي هذا الإطار قال قيادي في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه "بإذن الله وبالسيطرة على الباب سنكون على مشارف المدينة الصناعية في حلب ومشارف مطار كويرس وكلية المشاة، أي في مواجهة مباشرة مع النظام".

لكن حلفاء الحكومة السورية حذروا تركيا الشهر الماضي من التقدم باتجاه مواقعهم إلى الشمال والشرق من حلب، وهددوا أن أي خطوة من هذا القبيل ستقابل "بحسم وقوة".

من جانب آخر تقع الباب أيضا بين منطقتين تسيطر عليهما وحدات حماية الشعب الكردية، وستعني سيطرة الجيش الحر عليها إحباط طموحات الأكراد لتوسيع المناطق التي سيشكلون منها منطقتهم للحكم الذاتي.

وحاولت الوحدات الكردية وجماعات حليفة لها التقدم باتجاه الباب أيضا في الشهور الماضية من منطقتين إلى الغرب والشرق ولكنها لا تزال على بعد نحو عشرين كلم من الاتجاهين.

وتعكس التطورات الأخيرة مخاوف الأكراد، إذ قالت متحدثة باسم عملية الرقة -التي تقودها وحدات حماية الشعب- إن ما يحدث في الباب سيكون له تأثير بشكل أو بآخر على عملية الرقة.

المصدر : وكالات