العثماني: نرجح تصدُرنا للانتخابات ونواصل الإصلاحات

وزير الخادية الأسبق ورئيس المجلي الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني (2)
رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني (الجزيرة)

الحسن أبو يحيى-الرباط
 

بدا رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بالمغرب سعد الدين العثماني واثقا من الفوز بالانتخابات التشريعية التي ستجري الجمعة المقبلة.
 
وقال العثماني في حوار مع الجزيرة نت إنه من الراجح جدا أن يتصدر حزبه الانتخابات، وأضاف "لقد حفزتنا حصيلة حكومتنا على دعوة المواطنين إلى التصويت لنا بكثافة لننال ثقتهم ونتابع الإصلاحات".
 
وحول حالة الاستثناء التي تعيشها التجربة المغربية والتي تميزت بإدماج الإسلاميين بدون مشاكل أمنية بينما سقطت حكومات مماثلة بالمنطقة، أوضح العثماني -الذي شغل فيما سبق منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون لحوالي سنتين- أن مرد الاستثناء المغربي يجد تفسيره في كونه دولة تتمتع بمقومات الاستقرار والتلاحم التي أكسبته خبرة في تدبير التنوع والاختلاف.
 
وأضاف العثماني أن بلاده تميزت بالانفتاح السياسي والتعددية الحزبية منذ فجر الاستقلال ولم يكن المغرب دولة مغلقة، فقد وقع تبني الديمقراطية من الدولة ومجمل التيارات السياسية.
 

‪رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني رفقة الأمين العام عبد الإله بنكيران‬ (الجزيرة)
‪رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني رفقة الأمين العام عبد الإله بنكيران‬ (الجزيرة)

وفي تساؤل للجزيرة نت عن أهم الخلاصات التي ينبغي أن تستفيد منها التنظيمات الإسلامية في العالم العربي من خلال التجربة المغربية، قال العثماني إن على الفاعلين السياسيين أن تتسع صدورهم للمخالفين في التوجه الفكري وفي الانتماء السياسي، وأن يعملوا بمنطق الانتماء للوطن المشترك، وأضاف أن الاختلاف في التوجه والرأي يجب أن يبقى تحت سقف الوطن ومصالحه العليا. 
 
الربيع العربي
أما عن وجود مساع لإغلاق قوس الربيع العربي بالمغرب، قال العثماني إن المقاومين للإصلاح يعملون على عودة كثير من العناصر السلبية في تدبير الشأن العام وفي تدبير الانتخابات، لكن عموم الطبقة السياسية وعموم المغاربة واعون بخطورة ذلك ويعملون على تفاديه.
        
 وبينما يعتبر مراقبون أن الساحة السياسية بالمغرب شهدت أحداثا وإجراءات عشية الانتخابات تفضي في أبعادها إلى كونها موجهة ضد حزب العدالة والتنمية بهدف تحجيمه، قلّل العثماني من شأنها وقال "إننا نحرص على تعرية هذه الممارسات ومقاومتها، وهذا لا ينفي أننا نثق في بلدنا وفي مؤسساتنا الوطنية، ونثق بالتالي في نزاهة هذه الانتخابات في المجمل".
 
وتعليقا على من يرى أن هذه الممارسات تستهدف إخراج حزب العدالة والتنمية من الساحة السياسية بسلاسة كما أدمج فيها بسلاسة, قال العثماني إن حزبه تصدر المشهد السياسي برغبة المواطن المغربي الذي صوت عليه ومنحه ثقته، مؤكدا أن خصومه يتمنون إخراجه من الساحة, لكن ما يجري في الواقع معاكس تماما للضجيج الإعلامي المروج لذلك، وقال إذا اقتضت النتائج وفق القواعد الديمقراطية الخروج للمعارضة فلن يكون ذلك نهاية التاريخ. 
 
وتحدث العثماني عن حصيلة الحكومة التي قادها حزب العدالة والتنمية منذ 2012 إلى الآن بائتلاف حكومي مكون من أربعة أحزاب، ووصف الحصيلة بالمحفزة، ودافع عن جهود الحكومة في محاربة الفساد معتبرا أن من المؤشرات الدالة على ذلك إنجاز مخطط وطني متوافق عليه لإصلاح منظومة العدالة، وقال إن القضاء الذي يستهدف هذا المخطط إصلاحه من أهم آليات وقف نزيف الفساد ومعاقبة المتلاعبين بالمال العام.
 
وأما عن التحالفات الممكنة إذا ما تصدر حزب العدالة والتنمية هذه الانتخابات، فقال العثماني إنه لا يمكن الدخول في ائتلاف حكومي مع حزب الأصالة والمعاصرة، وأضاف "حلفاؤنا في المرحلة المقبلة واضحون، ولم يبق لنا حزب الأصالة والمعاصرة خيارا سوى عدم قبول التحالف معه خاصة وأن برنامجه قائم على محاربتنا".

المصدر : الجزيرة