تحركات عسكرية مكثفة وأربيل تعلن بدء معركة الموصل

أبلغ مصدر من رئاسة إقليم كردستان العراق مراسل الجزيرة في أربيل أن ساعة الصفر لمعركة الموصل ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد بدأت. وأضاف المصدر أن التقدم سيكون من جبهة الخازر (14 كلم شرق الموصل). وكانت قيادة عمليات نينوى أعلنت دخول قواتها المحور الشمالي للموصل. هذا وتواصل الحكومة العراقية حشد قواتها قرب المدينة تحضيرا لمعركة استردادها.

وأفاد مراسل الجزيرة أمير فندي نقلا عن أفراد من البشمركة في الخازر بأن كل المعطيات تشير إلى أن التحرك سيكون خلال ساعات قليلة إما في هذه الليلة أو صباح غد الاثنين للتوجه نحو الموصل ابتداء بالقرى التي تحيط بها.

من جهته، أكد مدير مكتب الجزيرة في أربيل أحمد الزاويتي أنه تم إعلامهم من قبل مكتب رئاسة إقليم كردستان بأن ساعة الصفر قد بدأت.

وعن سبب إعلان ساعة الصفر من أربيل وليس من بغداد، أوضح الزاويتي أن المعركة ستبدأ من جبهة الخازر التي تسيطر عليها البشمركة وهي الطريق الواصل بين الموصل وأربيل، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون بهجوم مباشر على المدينة وإنما بمحاولة تطهير محيط الموصل.

وأشار إلى أن الاتفاق بين البشمركة والجيش العراقي يقضي بأن تتوقف البشمركة على تخوم الموصل في حين يتوغل الجيش إلى داخل الموصل.

من جهته، قال أثيل النجيفي قائد الحشد الوطني والمحافظ السابق لنينوى إن التحرك الوشيك سيكون بداية لتحرير المناطق القريبة من الموصل لتجهيز مناطق آمنة وكظهير للقوات التي ستدخل الموصل لتخليصها من تنظيم الدولة.

واعتبر النجيفي إنه ليست هناك حاجة لمشاركة الحشد الشعبي ويكفي تدخل القوات الرسمية العراقية.

وقال إن الحشد الوطني الذي يرأسه له كتائب داخل مدينة الموصل وهو ما يؤهل لتحرك من داخل الموصل، معتبرا أن التحرك من الداخل من شأنه أن يقلل الخسائر في صفوف المدنيين. 

وفي وقت سابق كانت مليشيات الحشد الشعبي قد أكدت مشاركتها في معركة الموصل لجانب قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق التي تحشد قواتها منذ شهور حول الموصل (مركز محافظة نينوى شمالي البلاد) التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ أكثر من سنتين.

ويأتي هذا التأكيد رغم مطالب من عراقيين بعدم مشاركة الحشد في هذه الحرب خشية تحولها إلى حرب طائفية في ظل اتهام للحشد بالقيام بتطهير ضد السنة في معارك سابقة.

وقال الناطق باسم الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي إن الحشد سيشارك في معركة الموصل، وإن قطاعاته العسكرية بدأت بالتحرك باتجاه المدينة للمشاركة في العمليات وفي أكثر من محور.

وأضاف أن الاستعدادات تُجرى على قدم وساق لمعركة الموصل من قبل الحشد بالتنسيق مع قيادة العمليات العسكرية المشتركة، وأن المعركة ستكون نهاية تنظيم الدولة في العراق.

وناقش رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس السبت مع قادة مليشيات الحشد خطط استعادة مدينتي الحويجة (في محافظة كركوك شمالي العراق) والموصل.

وقال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إن هناك تنسيقا وتعاونا كاملين بين قوات البشمركة والقوات العراقية في عملية استعادة الموصل.

وأضاف البارزاني في بيان نشر على موقع رئاسة الإقليم أنه تم تحديد كيفية إدارة وتنفيذ عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة.

وأكد أن بغداد وأربيل اتفقتا على تشكيل لجنة سياسية مشتركة للسيطرة على الوضع العام في مدينة الموصل بعد استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة. 

غارات للتحالف
وفي وقت سابق من اليوم الأحد قصفت طائرات التحالف مواقع لتنظيم الدولة في منطقة الخازر شرق الموصل، وقالت مصادر للجزيرة إن ثلاثة من مسلحي التنظيم قتلوا بقصف التحالف غربي الموصل.

من جهة أخرى، يستمر وصول تعزيزات كبيرة من قوات الجيش العراقي إلى منطقة الخازر ضمن التحضيرات الجارية لبدء المعركة واستعادة المدينة من تنظيم الدولة.

وفي جنوب الموصل، قال مراسل الجزيرة أحمد الزاويتي إن حركة ناقلات الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة لم تتوقف منذ أول أمس الجمعة من القيارة إلى المناطق التي تسيطر عليها البشمركة قرب الموصل.

وأشار المراسل إلى أنه من المتوقع أن تنطلق المعركة قريبا من محاور الخازر ونوران وسد الموصل شمال وشرق الموصل. 

في هذه الأثناء، أسقط الجيش العراقي عشرات الآلاف من المنشورات فوق الموصل قبل فجر اليوم الأحد لتنبيه السكان إلى أن الاستعدادات للمعركة في المدينة ضد تنظيم الدولة دخلت مراحلها الأخيرة.

وحملت المنشورات رسائل عدة، من بينها طمأنة السكان على أن وحدات الجيش والضربات الجوية "سوف لن تستهدف المدنيين"، في حين نصحهم منشور آخر بتجنب مواقع تنظيم الدولة.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنها تستعد لجهود إنسانية هي الأكبر والأكثر تعقيدا في العالم بسبب معركة الموصل، مما قد يتسبب في تشريد ما يبلغ مليون شخص واستخدام المدنيين دروعا بشرية أو حتى قصفهم بالغاز.

المصدر : الجزيرة + وكالات